كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

" وَسُئِلَ: أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَعْظَمُ: فِيمَا أَعْطَى؟ أَوْ فِيمَا زَوَى؟ قَالَ: §فِيمَا زَوَى عَنْهُ فَلَمْ يَبْتَلِهِ فِيهِ , وَذَلِكَ لِأَنَّ مَا أَغْنَاهُ عَنْهُ أَفْضَلُ مِمَّا أَغْنَاهُ بِهِ , هَذَا إِذَا فَضَلَ بَيْنَهُمَا , فَأَمَّا إِذَا أَبْصَرَ وَاسْتَسْلَمَ فَالْأَمْرُ وَاحِدٌ , اللهُ مُسْتَحْمَدٌ فِيمَا أَعْطَى , وَفِيمَا زَوَى , وَهُوَ الرِّضَا , لَا يُحِبُّ إِلَّا قَضَاءَ اللهِ "
" وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا , وَعَنِ الرَّغْبَةِ فِيهَا مَا عَلَمُهَا؟ قَالَ: §عَلَمُ حُبِّ الدُّنْيَا حُبُّ الْبَقَاءِ فِيهَا , وَأَنْ لَا يَكُونَ لَهُ فِي الْأَشْيَاءِ غَايَةٌ تُقْصَرُ إِرَادَتُهُ عَلَيْهَا دُونَ انْقِضَاءِ الدُّنْيَا , وَعَلَمُ الزُّهْدِ حُبُّ الْمَوْتِ , أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 94] ثُمَّ قَالَ: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} [البقرة: 96] فَأَخْبَرَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الرَّغْبَةُ فِي الدُّنْيَا "
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: «§الْفِكْرَةُ نُورٌ تُدْخِلُهُ قَلْبَكَ»
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دَائِمًا يَتَمَثَّلُ:
[البحر المتقارب]
§إِذَا الْمَرْءُ كَانَتْ لَهُ فِكْرَةٌ ... فَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ عِبْرَةٌ
قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: «§التَّفَكُّرُ مِفْتَاحُ الرَّحْمَةِ , أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَتَفَكَّرُ فَيَتُوبُ؟»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «§لَا يَكُونُ الرَّجُلُ قَيِّمَ أَهْلِهِ حَتَّى لَا يُبَالِيَ مَا سَدَّ بِهِ فَوْرَةَ الْجُوعِ , وَلَا يُبَالِيَ أَيَّ ثَوْبَيْهِ ابْتَذَلَ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ اللهِ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " كَانَ يُقَالُ: «§اسْلُكُوا سُبُلَ الْحَقِّ وَلَا تَسْتَوْحِشُوا مِنْ قِلَّةِ أَهْلِهَا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «§وَمَا الدُّنْيَا إِنْ كُنْتَ بَائِعَهَا بِشَرْبَةٍ عَلَى ظَمَأٍ؟»
قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «إِنَّمَا §دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بِالصَّبِرِ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: «§زَافَتْ لَهُمُ -[307]- الدُّنْيَا فَوَثَبُوا عَلَيْهَا»

الصفحة 306