كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «إِنَّ §أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُخْرِجُ اللهُ لَكُمْ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ وَزَهْرَةِ الدُّنْيَا» , فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْ رَسُولَ اللهِ , أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ قَالَ: وَغَشِيَهُ بُهْرٌ، وَعَرَقٌ فَقَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ»؟ فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا , ولَمْ أُرِدْ إِلَّا خَيْرًا , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ - قَالَهَا ثَلَاثًا - وَلَكِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ , وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ خَبْطًا أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكَلَهَ الْخَضِرَةِ , فَإِنَّهَا أَكَلَتْ , حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ , ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ , فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهِ , وَمَنِ اتَّخَذَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ , وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ» قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَالَ - أَيْ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْأَعْمَشُ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ثَابِتٌ , قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ , وَأَتَمُّهُمْ سِيَاقًا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ عُبَيْدٍ سَنُوطَا، قَالَ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، امْرَأَةَ حَمْزَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ , فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا , وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَمَالِ رَسُولِهِ , لَهُ النَّارُ يَوْمَ مُلْقَاهُ» وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: «يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

الصفحة 311