كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ , ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: «كَلَّمَ ابْنُ عَمٍّ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ، دَاوُدَ فِي بَنِي عَمٍّ لَهُ يُحَدِّثُهُمْ أَحَادِيثَ مَعَهُ , فَلَمْ يُكَلِّمْهُ , فَأَكْثَرَ ذَلِكَ , كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُهُ , فَغَضِبَ وَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ أَسْمَعَهُ , ثُمَّ ذَهَبَ §فَقَالَ دَاوُدُ {» فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] "
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِرٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَابِدِ، قَالَ: قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ: «§فِرَّ مِنَ النَّاسِ كَفِرَارِكَ مِنَ الْأَسَدِ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النِّيلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ الْأَعْرَجُ، - أَوْ غَيْرُهُ - قَالَ: " أَتَيْتُ دَاوُدَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَكَانَ لَا يَتَطَوَّعُ فِي الْمَسْجِدِ , فَتَبِعْتُهُ فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ , فَقُلْتُ: أُضِيفُكَ اللَّيْلَةَ؟ فَدَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ فَصَلَّى مَا شَاءَ اللهُ , فَأَخْرَجَ رَغِيفَيْنِ يَابِسَيْنِ , فَجَلَسَ فَقَالَ لِي: ادْنُ فَكُلْ , فَأَشْفَقْتُ عَلَيْهِ أَنْ آكُلَ مَعَهُ , فَأَكَلَ ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ فِي الدَّارِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَأَخَذَ يَشْرَبُ مِنْهُ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ لَوْ أَمَرْتَ مَنْ يُبْرِدُ لَكَ هَذَا الْمَاءَ؟ فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الَّذِي يُبْرَدُ لَهُ الْمَاءُ فِي الصَّيْفِ وَيُسَخَّنُ لَهُ فِي الشِّتَاءِ لَا يُحِبُّ لِقَاءَ اللهِ؟ قُلْتُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ أَوْصِنِي , قَالَ: صُمِ الدُّنْيَا , وَاجْعَلْ فِطْرَكَ مِنْهَا فِي الْآخِرَةِ , فَقُلْتُ: زِدْنِي , فَقَالَ: لِيَكُنْ كَاتِبَاكَ مُحَدِّثَيْكَ , فَقُلْتُ: زِدْنِي , قَالَ: بِرَّ وَالِدَيْكَ , قُلْتُ: زِدْنِي , قَالَ: §فِرَّ مِنَ النَّاسِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ غَيْرَ مُفَارِقٍ لِجَمَاعَتِهِمْ , ثُمَّ خَرَجْتُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ قَالَ: قُلْتُ لَهُ يَوْمًا: " يَا أَبَا سُلَيْمَانَ , قَدْ عَرَفْتَ الرَّحِمَ بَيْنَنَا , فَأَوْصِنِي , قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَخِي , إِنَّمَا §اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَرَاحِلُ , تَنْزِلُ بِالنَّاسِ مَرْحَلَةً مَرْحَلَةً حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهِمْ ذَلِكَ إِلَى آخِرِ سَفَرِهِمْ , فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُقَدِّمَ فِي كُلِّ -[346]- يَوْمِ مَرْحَلَةٍ زَادًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَافْعَلْ , فَإِنَّ انْقِطَاعَ السَّفَرِ عَنْ قَرِيبٍ مَا هُوَ وَالْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ , فَتَزَوَّدْ لِسَفَرِكَ , وَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ مِنْ أَمْرِكَ , فَكَأَنَّكَ بِالْأَمْرِ قَدْ بَغَتَكَ , إِنِّي لَأَقُولُ هَذَا , وَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَشَدَّ تَضْيِيعًا مِنِّي لِذَلِكَ ثُمَّ قَامَ "

الصفحة 345