كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَوْصِنِي , فَقَالَ: §صَاحِبْ أَهْلَ التَّقْوَى , فَإِنَّهُمْ أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا مُؤْنَةً عَلَيْكَ , وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً "
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، - فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ - ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الصُّوفِيُّ، - خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ - قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: " كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يَقُولُ: «إِنَّ §لِلْخَوْفِ تَحَرُّكَاتٍ تُعْرَفُ فِي الْخَائِفِينَ , وَمَقَامَاتٍ يَعْرِفُهَا الْمُحِبُّونَ , وَإِزْعَاجَاتٍ يَفُوزُ بِهَا الْمُشْتَاقُونَ , وَأَيْنَ أُولَئِكَ؟ أُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ»
وَقَالَ دَاوُدُ، لِسُفْيَانَ: «إِذَا كُنْتَ §تَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُبَرَّدَ , وَتَأْكُلُ اللَّذِيذَ الْمُطَيَّبَ , وَتَمْشِي فِي الظِّلِّ الظَّلِيلِ فَمَتَى تُحِبُّ الْمَوْتَ , وَالْقُدُومَ عَلَى اللهِ؟ فَبَكَى سُفْيَانُ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بشر، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: " كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ، وَرِثَ عَنْ أُمِّهِ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ , فَمَكَثَ يَتَقَوَّتُهَا ثَلَاثِينَ عَامًا , فَلَمَّا نَفِدَتْ جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّوَيْرَةِ فَيَبِيعُهَا حَتَّى بَاعَ الْخَشَبَ وَالْبَوَارِيَ , وَاللَّبِنَ , حَتَّى بَقِيَ فِي نِصْفِ سَقْفٍ , وَكَانَ حَائِطُ دَارِهِ مِنْ هَذَا اللَّبِنِ الْعَرْزَمِيِّ الَّذِي يُجْعَلُ مِنْهُ الْكُنَاسَاتُ وَبَابٌ , خِلَافَ مَرْبُوعٍ قَصِيرٍ , لَوْ أَنَّ غُلَامًا وَثَبَ سَقَطَ إِلَى الدَّارِ وَجَاءَ صَدِيقٌ لَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ , لَوْ أَعْطَيْتَنِي هَذِهِ فَبِعْتُهَا لَكَ؟ لَعَلَّنَا نَسْتَفْضِلُ لَكَ فِيهَا شَيْئًا تَنْتَفِعُ بِهِ , فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى دَفَعَهَا إِلَيْهِ , ثُمَّ فَكَرَّ فِيهَا فَلَقِيَهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَقَالَ: ارْدُدْهَا عَلَيَّ , قَالَ: وَلِمَ يَا أَخِي؟ قَالَ: «§أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا شَيْءٌ غَيْرُ طَيِّبٍ , فَأَخَذَهَا»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، يُحَدِّثُ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: " قُلْتُ لِدَاوُدَ -[347]- الطَّائِيِّ: " كَمْ بَقِيَ عِنْدَكَ مِنْ ثَمَنِ غُلَامَكَ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا دِينَارٍ , قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَظُنُّهُ اثْنَيْ عَشَرَ دِينَارًا , أَوْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ دِينَارًا قَالَ: قُلْتُ: هَاتِهَا , لَعَلَّنَا نَصْرِفُهَا لَكَ فِي بَعْضِ مَا تَنْتَفِعُ بِهِ , قَالَ: عَافَاكَ اللهُ , إِنَّ §اللهَ لَا يُخْدَعُ , قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: يَقُولُ: لَا تَأْخُذْهَا أَنْتَ تَجْعَلُهَا فِي بَيْتِكَ وَتُنْفِقُ عَلَيَّ "

الصفحة 346