كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَكْرٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَرْعَشِيُّ: " لَقِيتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ , فَتَذَاكَرْنَا أَمْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ , فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: رَحِمَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , لَقَدْ §رَأَيْتُهُ بِخُرَاسَانَ إِذَا رَكِبَ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ شَاكِرِيٍّ , وَلَكِنَّهُ رَحِمَهُ اللهُ طَلَبَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْخَطَّابِيُّ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: " كَانَ أَدْهَمُ، رَجُلًا صَالِحًا , فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمَ بِمَكَّةَ , فَرَفَعَهُ فِي خِرْقَةٍ , وَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ أُولَئِكَ الْعُبَّادَ، وَالزُّهَّادَ , وَيَقُولُ: §ادْعُوا اللهَ لَهُ , يُرَى أَنَّهُ قَدِ اسْتُجِيبَ لِبَعْضِهِمْ فِيهِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: قَالَ لِي خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، «§كُنْتُ فِي بَعْضِ السَّوَاحِلِ , وَكَانُوا يَسْتَخْدِمُونِي وَيَبْعَثُونِي فِي حَوَائِجِهِمْ , وَرُبَّمَا يَتَّبِعُنِي الصِّبْيَانُ حَتَّى يَضْرِبُوا سَاقِي بِالْحَصَا , إِذْ جَاءَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِي , فَأَحْدَقُوا بِي , فَأَكْرَمُونِي , فَلَمَّا رَأَى أُولَئِكَ إِكْرَامَهُمْ لِي أَكْرَمُوِني , فَلَوْ رَأَيْتُمُونِي وَالصِّبْيَانُ يَرْمُونِي بِالْحَصَا؟ وَذَلِكَ أَحْلَى فِي قَلْبِي مِنْهُمْ حَيْثُ أَحْدَقُوا بِي»
حَدَّثَنَا أَبِي، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، ثنا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: " كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، يَنْظُرُ كَرْمًا فِي كُورَةِ غَزَّةَ , فَجَاءَهُ صَاحِبُ الْكَرْمِ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ , فَقَالَ: ائْتِنَا بِعِنَبٍ نَأْكُلُ , فَأَتَاهُ بِعِنَبٍ يُقَالُ لَهُ الْخَافُونِيُّ , فَإِذَا هُوَ حَامِضٌ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مِنْ هَذَا تَأْكُلُ؟ قَالَ: §مَا آكُلُ مِنْ هَذَا وَلَا مِنْ غَيْرِهِ , قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ لَمْ تَجُدْ لِي -[372]- شَيْئًا مِنَ الْعِنَبِ قَالَ: فَأْتِنِي بِرُمَّانٍ , فَأَتَاهُ بِرُّمَّانٍ فَإِذَا هُوَ حَامِضٌ , فَقَالَ: مِنْ هَذَا تَأْكُلُ؟ قَالَ: لَا آكُلُ مِنْ هَذَا وَلَا مِنْ غَيْرِهِ , وَلَكِنْ رَأَيْتُهُ أَحْمَرَ حَسَنًا , فَظَنَنْتُ أَنَّهُ حُلْوٌ , فَقَالَ: لَوْ كُنْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ مَاعَدَا قَالَ: فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُمْ عَرَفُوهُ هَرَبَ مِنْهُمْ وَتَرَكَ كِرَاهُ "

الصفحة 371