كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: «كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ §يَحْصُدُ الزَّرْعَ بِالنَّهَارِ , وَيُصَلِّي بِاللَّيْلِ , فَمَكَثَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا يَنَامُ بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْغَسُولِيَّ يَعْقُوبَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، يَقُولُ: " كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، فِي الْحَصَادِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ , فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ , لَوْ دَخَلْتَ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَصُومَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ بِالْمَدِينَةِ , لَعَلَّنَا نُدْرِكُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ: §أَقِيمُوا هَهُنَا , وَأَجِيدُوا الْعَمَلَ , وَلَكُمْ بِكُلِّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ: مُذْ كَمْ أَنْتَ هَهُنَا بِأَرْضِ الشَّامِ؟ قَالَ: §مُنْذُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَقَالَ: دُفِعْتُ إِلَى شَبَابٍ مِنَ الْعَرَبِ يَحْصِدُونَ , وَقَدْ ضَرَبُوا خِبَاءً لَهُمْ فَقَالُوا: يَا فَتًى , ادْنُ فَاحْصِدْ مَعَنَا , قَالَ: فَحَصَدْتُ مَعَهُمْ , فَكَانُوا يُعْطُونِي مِنَ الْأَجْرِ مَا يُعْطُونَ وَاحِدًا مِنْهُمْ مِنَ الْأُسْتَاذِينَ , فَقُلْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: مَا أَرَى هَذَا يَسَعُنِي هَؤُلَاءِ الْأُسْتَاذُونَ وَأَنَا لَا أُحْسِنُ أَحْصِدُ , قَالَ: فَكُنْتُ أَدَعُهُمْ حَتَّى إِذَا أَخَذُوا مَضَاجِعَهُمْ وَنَامُوا أَخَذْتُ الْمِنْجَلَ فَحَصَدْتُ , قَالَ: فَأُصْبِحُ وَقَدْ حَصَدْتُ شَيْئًا صَالِحًا , قَالَ: فَسَمِعْتُهُمْ يَتَوَشْوَشُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ , يَقُولُونَ: أَلَيْسَ هَذَا الزَّرْعُ كَانَ الْبَارِحَةَ قَائِمًا , فَمَنْ حَصَدَهُ؟ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَذَا نَرَاهُ بِاللَّيْلِ يَقُومُ فَيَحْصِدُ فَأَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ: مَا يَسَعُنَا ذَا هَذَا يَحْصُدُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , وَإِنَّمَا يَأْخُذُ أَجْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا هِشَامُ -[379]- بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَشْعَثُ، قَالَ: ذَكَرَ هَارُونُ، رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بِغَزَّةَ نَحْصِدُ , فَقَالَ: يَا هَارُونُ , §تَنَحَّ بِنَا عَنْ هَذَا الْمَوْضِعِ، قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ بَعْثًا بُعِثُوا إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ , قَالَ: قُلْتُ: وَمَا عَلَيْكَ مِنَ الْبَعْثِ؟ قَالَ: إِنَّ الطَّرِيقَ الَّذِي يَأْخُذُونَ فِيهِ قَرِيبٌ مِنَّا , وَإِنَّا لَا نَأْمَنُ أَنْ يَأْتِينَا بَعْضُهُمْ فَيَقُولَ: كَيْفَ نَأْخُذُ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا أَفَنَدُلُّهُ؟ لَيْسَ لَنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَتَبَاعَدَ فَلَا نَرَاهُمْ , وَلَا يَرَوْنَنَا "

الصفحة 378