كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: «§وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى دُورِهِمْ , وَلَا إِلَيْهِمْ إِذَا مَرُّوا عَلَى الْمَرَاكِبِ»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سَلْمُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا رُسْتَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ - وَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَ السُّلْطَانِ وَطَلَبَهُمْ إِيَّاهُ - فَقَالَ: «§أَتَرَوْنَ أَنِّي أَخَافُ هَوَانَهُمْ , إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُمْ»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيَّ، يَقُولُ: بَعَثَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ , فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ , كَأَنَّكَ لَا تَرَاهَا حَلَالًا؟ قَالَ: «بَلَى , §مَا كَانَ آبَائِي وَأَجْدَادِي إِلَّا فِي الْعَطِيَّةِ , وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ أَذِلَّ لَهُمْ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عَرُوبَةَ، ثنا الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَرَأَى نَارًا مِنْ بَعِيدٍ , فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقُلْتُ: نَارُ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ , فَقَالَ: " §اذْهَبْ بِنَا فِي طَرِيقٍ آخَرَ لَا نَسْتَضِيءُ بِنَارِهِمْ , أَوْ قَالَ: بِنُورِهِمْ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الدَّارِمِيُّ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبِيقٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ، ثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: " لَمَّا اسْتُخْلِفَ الْمَهْدِيُّ بَعَثَ إِلَى سُفْيَانَ , فَلَمَّا دَخَلَ خَلَعَ خَاتَمَهُ , فَرَمَى بِهِ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ , هَذَا خَاتَمِي فَاعْمَلْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , فَأَخَذَ الْخَاتَمَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «تَأْذَنُ فِي الْكَلَامِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟» قَالَ عُبَيْدٌ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: يَا أَبَا مَخْلَدٍ , قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: «أَتَكَلَّمُ عَلَى أَنِّي آمِنٌ؟» قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: «§لَا تَبْعَثْ إِلَيَّ حَتَّى آتِيَكَ , وَلَا تُعْطِنِي شَيْئًا حَتَّى أَسْأَلَكَ» , قَالَ: فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ وَهَمَّ بِهِ , فَقَالَ لَهُ كَاتِبُهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَّنْتَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى , فَلَمَّا خَرَجَ حَفَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: مَا مَنَعَكَ -[41]- يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ وَقَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَعْمَلَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ قَالَ: فَاسْتَصْغَرَ عُقُولَهُمْ , ثُمَّ خَرَجَ هَارِبًا إِلَى الْبَصْرَةِ "
الصفحة 40