كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَعْدَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَّاءَ يَقُولُ: كَتَبَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْمَهْدِيِّ مَعَ جَبْرٍ: «§طَرَدْتَنِي , وَشَرَّدْتَنِي , وَخَوَّفْتَنِي , وَاللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ , وَأَرْجُو أَنْ يَخِيرَ اللهُ لِي قَبْلَ رُجُوعِ الْكِتَابِ» , قَالَ: فَرَجَعَ الْكِتَابُ وَقَدْ مَاتَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمْدَانَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثنا الْمَشْرَفِيُّ الزَّاهِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «§وَاللهِ , مَا يَمْنَعُنِي مِنْ إِتْيَانِهِمْ أَنِّي لَا أَرَى لَهُمْ طَاعَةً , وَلَكِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ الطَّعَامَ الطَّيِّبَ , فَأَخَافُ أَنْ يُفْسِدُونِيَ»
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ: «§الْعَجَبُ مِنْ أَقْوَامٍ يَمِيلُونَ بَيْنَ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ أَرْسَلَ صَاحِبُ الشُّرْطَةِ إِلَى مِسْعَرٍ أَنَّ لَكَ فِي هَذَا الْمَالِ شَيْئًا , فَذَهَبَ ثَلَاثَ فَرَاسِخَ حَتَّى أَخَذَهَا , وَسُفْيَانُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَيَفِرُّ مِنْهَا»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اللَّيْثِيُّ , حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِيِّ , فَمَرِضَ سُفْيَانُ فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعُودُهُ , فَلَمَّا قِيلَ لَهُ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَامَ فَدَخَلَ الْكَنِيفَ , فَمَا زَالَ فِيهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ طُولِ مَا قَعَدَ , ثُمَّ خَرَجَ فَجَاءَ فَقَالَ -[46]-: «§سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , كَيْفَ أَنْتُمْ؟» وَطَرَحَ نَفْسَهُ وَمُحَمَّدٌ جَالِسٌ , فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ , فَمَا كَلَّمَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ , فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ بَعَثَ إِلَيْهِ يقْرِئُهُ السَّلَامَ , وَيَقُولُ: «كَيْفَ نَجِدُكَ؟ لَوْلَا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنِّي لَأَتَيْتُكَ»

الصفحة 45