كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حُبَاشٍ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: قَالَ لِي مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ بِالْمَوْصِلِ قَالَ: ائْتِ سُفْيَانَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّ نَفَقَتِيَ قَدْ نَفِدَتْ , وَثِيَابِي قَدْ تَخَرَّقَتْ , وَقُلْ لَهُ يَكْتُبُ إِلَى وَالِي الْمَوْصِلِ لَعَلَّهُ يَصِلُنِي بِشَيْءٍ أَكْتَسِي بِهِ وَأَتَجَمَّلُ , فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ سُفْيَانَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ لِي مُبَارَكٌ , فَدَخَلَ الدَّارَ فَأَخْرَجَ دَوْرَقًا فِيهِ كِسَرٌ يَابِسَةٌ , فَنَشَرَهَا عَلَى الْأَرْضِ فَقَالَ: «§لَوْ رَضِيَ مُبَارَكٌ بِمِثْلِ هَذَا لَمْ يَكُنْ بِالْمَوْصِلِ , مَا لَهُ عِنْدَنَا كِتَابٌ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: كَتَبَ سُفْيَانُ إِلَيَّ: «§أَمَا بَعْدُ , فَأَحْسِنِ الْقِيَامَ عَلَى عِيَالِكَ , وَلْيَكُنِ الْمَوْتُ مِنْ بَالِكَ , وَالسَّلَامُ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي مَنْصُورٍ، أَوْ غَيْرَهُ قَالَ: عَاتَبَ سُفْيَانُ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَ هَمَّ أَنْ يَتَلَبَّسَ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ , فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ , إِنَّ عَلَيَّ عِيَالًا , قَالَ: «§لَأَنْ تَجْعَلَ فِي عُنُقِكَ مَخْلَاةً فَتَسْأَلَ عَلَى الْأَبْوَابِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَعَلَى رَأْسِهِ قَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ , فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ , ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ , يَسْأَلُكَ النَّاسُ فَتُجِيبُهُمْ , وَأَسْأَلُكَ فَتَنْظُرُ إِلَيَّ ثُمَّ تُعْرِضُ عَنِّي؟ فَقَالَ: «§هَذَا الَّذِي تَسْأَلُنِي , أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ بِهِ؟» قَالَ: السُّنَّةُ قَالَ: «فَهَذَا الَّذِي عَلَى رَأْسِكَ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ مِنَ السُّنَّةِ؟ هَذِهِ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَجُلُ سُوءٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ , لَا تَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ» , -[50]- قَالَ: فَنَزَعَ الرَّجُلُ قَلَنْسُوَتَهُ فَوَضَعَهَا , ثُمَّ لَبِثَ قَلِيلًا ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ "

الصفحة 49