كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُفَرِّجُ بْنُ شُجَاعٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ، مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: مَا عَاشَرْتُ فِي النَّاسِ رَجُلًا هُوَ أَرَقَّ مِنْ سُفْيَانَ , قَالَ: وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: وَكُنْتُ أُرَامِقُهُ اللَّيْلَةَ بَعْدَ اللَّيْلَةِ , فَمَا كَانَ يَنَامُ إِلَّا فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ثُمَّ يَنْتَفِضُ فَزِعًا مَرْعُوبًا يُنَادِي: «§النَّارُ شَغَلَنِي ذِكْرُ النَّارِ عَنِ النَّوْمِ وَالشَّهَوَاتِ» كَأَنَّهُ يُخَاطِبُ رَجُلًا فِي الْبَيْتِ , ثُمَّ يَدْعُو بِمَاءٍ إِلَى جَانِبِهِ فَيَتَوَضَّأُ , ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِ وَضُوئِهِ: «اللهُمَّ إِنَّكَ عَالِمٌ بِحَاجَتِي , غَيْرُ مُعَلَّمٍ بِمَا أَطْلُبُ , وَمَا أَطْلُبُ إِلَّا فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ , اللهُمَّ إِنَّ الْجَزَعَ قَدْ أَرَّقَنِي مِنَ الْخَوْفِ , فَلَمْ يُؤَمِّنِّي , وَكُلُّ هَذَا مِنْ نِعْمَتِكَ السَّابِغَةِ عَلَيَّ , وَكَذَلِكَ فَعَلْتَ بِأَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ , إِلَهِي قَدْ عَلِمْتُ أَنْ لَوْ كَانَ لِي عُذْرٌ فِي التَّخَلِّي مَا أَقَمْتُ مَعَ النَّاسِ طَرَفَةَ عَيْنٍ» , ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلَاتِهِ , وَكَانَ الْبُكَاءُ يَمْنَعُهُ مِنَ الْقِرَاءَةِ , حَتَّى إِنِّي كُنْتُ لَا أَسْتَطِيعُ سَمَاعَ قِرَاءَتِهِ مِنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ , قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: وَمَا كُنْتُ أَقْدِرُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهِ اسْتِحْيَاءً وَهَيْبَةً مِنْهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيَّ، يَقُولُ: " كُنَّا فِي مَجْلِسِ الثَّوْرِيِّ وَهُوَ يَسْأَلُ رَجُلًا رَجُلًا عَمَّا يَصْنَعُ فِي لَيْلِهِ فَيخْبِرُهُ , حَتَّى دَارَ الْقَوْمُ فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ , قَدْ سَأَلْتَنَا فَأَخْبَرْنَاكَ , فَأَخْبِرْنَا أَنْتَ كَيْفَ تَصْنَعُ فِي لَيْلِكَ؟ فَقَالَ: «§لَهَا عِنْدِي أَوَّلُ نَوْمَةٍ , تَنَامُ مَا شَاءَتْ , لَا أَمْنَعُهَا , فَإِذَا اسْتَيْقَظْتُ , فَلَا أُقِيلُهَا وَاللهِ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنِ الرَّجُلِ، يُصَلِّي أَيُّ شَيْءٍ يَنْوِي بِصَلَاتِهِ؟ قَالَ: «§يَنْوِي أَنْ يُنَاجِيَ رَبَّهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا حَمْدَانُ بْنُ جَابِرٍ الضَّبِّيُّ، - وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ - ثنا أَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرٌ قَالَ: " قَرَأَ سُفْيَانُ لَيْلَةً: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور: 26] §فَخَرَجَ فَارًّا عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى لَحِقُوهُ , وَاجْتَمَعَتْ بَنُو ثَوْرٍ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ شَابٌّ يُنَاشِدُونَهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ مِنَ الْعِبَادَةِ - أَيْ: أَقْصِرْ عَنْ هَذَا "

الصفحة 60