كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: قَالَ قَاسِمٌ الْجَرْمِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «§يُكْتَبُ لِلرَّجُلِ مِنْ صَلَاتِهِ مَا عَقِلَ مِنْهَا»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا مُبَارَكٌ أَبُو حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقْرَأُ عَلَى ابْنِ الْحَسَنِ: «§انْظُرْ يَا أَخِي أَنْ يَكُونَ، أَمْرَكَ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ التَّفَكُرُ فِي يَوْمِكَ الَّذِي مَضَى , فَمَا كَانَ مِنْ طَاعَةِ اللهِ فَاسْتَقِمْ عَلَيْهَا , وَمَا كَانَ مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَانْزِعْ عَنْهَا , وَلَا تُعِدْ فِيهَا يَدَيْكَ , فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتَسْتَكْمِلُ يَوْمَكَ أَمْ لَا؟ وَإِنَّ التَّوْبَةَ مَبْسُوطَةٌ , وَتَرْكُ الذَّنْبِ أَيْسَرُ عَلَيْكَ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ , وَالتَّوْبَةُ النَّصُوحَةُ هِيَ النَّدَامَةُ الَّتِي لَا رَجْعَةَ فِيهَا , وَاتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ , إِذَا عَمِلْتَ ذَنْبًا فِي السِّرِّ فَتُبْ إِلَى اللهِ فِي السِّرِّ , وَإِذَا عَمِلْتَ فِي الْعَلَانِيَةِ فَتُبْ إِلَى اللهِ فِي الْعَلَانِيَةِ , وَلَا تَدَعْ ذَنْبًا يَرْكَبُ ذَنْبًا , وَأَكْثِرْ مِنَ الْبُكَاءِ مَا اسْتَطَعْتَ , وَالضَّحِكُ فَلَسْتَ مِنْهُ بِسَبِيلٍ , فَإِنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ عَبَثًا , وَصِلْ رَحِمَكَ وَقَرَابَتَكَ وَجِيرَانَكَ وَإِخْوَانَكَ , ثُمَّ إِذَا رَحِمْتَ رَحِمْتَ مِسْكِينًا أَوْ يَتِيمًا أَوْ ضَعِيفًا , وَإِذَا هَمَمْتَ بِصَدَقَةٍ أَوْ بِبِرٍّ أَوْ بِعَمَلٍ صَالِحٍ فَعَجِّلْ مُضِيَّهُ مِنْ سَاعَتِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَحُولَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الشَّيْطَانُ , وَاعْمَلْ بِنِيَّةٍ , وَكُلْ بِنِيَّةٍ , وَاشْرَبْ بِنِيَّةٍ , وَلَا تَأْكُلْ وَحْدَكَ , وَلَا تَنَامَنَّ وَحْدَكَ , فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ , وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ , وَلَا تَأْكُلْ فِي ظُلْمَةٍ , فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ فِي الظُّلْمَةِ , وَإِيَّاكَ وَالشُّحَّ , فَإِنَّ الشُّحَّ يُفْسِدُ عَلَيْكَ دِينَكَ , وَلَا تَعِدَنَّ أَحَدًا شَيْئًا فَتُخْلِفَهُ فَتَسْتَبْدِلَ بِالْمَوَدَّةِ بُغْضًا , وَإِيَّاكَ وَالشَّحْنَاءَ , فَإِنَّهُ لَا تُقْبَلُ تَوْبَةُ عَبْدٍ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءٌ , وَإِيَّاكَ وَالْبَغْضَاءَ , فَإِنَّمَا هِيَ الْحَالِقَةُ , وَعَلَيْكَ بِالسَّلَامِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ يَخْرُجُ الْغِلُّ وَالْغِشُّ مِنْ قَلْبِكَ , وَعَلَيْكَ بِالْمُصَافَحَةِ تَكُنْ مَحْبُوبًا إِلَى النَّاسِ , وَلَا تَزَلْ عَلَى وَضُوءٍ تُحِبُّكَ الْحَفَظَةُ , وَإِنْ مُتَّ مُتَّ شَهِيدًا , وَادْنُ الْيَتِيمَ مِنْكَ , وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ يُزَدْ فِي عُمُرِكَ , وَتَكُنْ رَفِيقَ نَبِيِّكَ , ارْحَمِ الصَّغِيرَ , وَوَقِّرِ الْكَبِيرَ تَلْحَقْ بِالصَّالِحِينَ , وَأَطْعِمْ طَعَامَكَ الْأَتْقِيَاءَ الصَّالِحِينَ , وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا يُحِبَّكَ اللهُ , وَيُلْقِي مَحَبَّتَكَ عَلَى -[62]- النَّاسِ , وَإِذَا لَبِسْتَ جَدِيدًا فَأَلْقِ خُلْقَانَكَ عَلَى عَارٍ يُمْحَ اسْمُكَ مِنَ الْبُخَلَاءِ , وَيُزَدْ فِي حَسَنَاتِكَ , وَيُنْقَصْ مِنْ سَيِّئَاتِكَ , وَلَا تُحِبَّ إِلَّا فِي اللهِ , وَلَا تُبْغِضْ إِلَّا فِي اللهِ , فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ كَانَ سِيمَاكَ سِيمَا الْمُنَافِقِينَ»
الصفحة 61