كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 7)

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قُلْتُ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: مَا يَمْنَعُنِي عَنْ عِيَادَتِكَ إِلَّا مَا أَرَى مِنْ حَالِكَ قَالَ: «فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ §أَحَبَّهُ إِلَى اللَّهِ أَحَبُّهُ إِلَيَّ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ قَالَ: «سُقِيَ بَطْنُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ثَلَاثِينَ سَنَةً، كُلُّ ذَلِكَ §يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْكَيُّ، فَيَأْبَى أَنْ يَكْتَوِيَ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَيْنِ اكْتَوَى»
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ , عَنْ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ نَهَى عَنِ الْكَيِّ، فَابْتُلِيَ، فَاكْتَوَى، فَكَانَ يَعِجُّ، فَيَقُولُ: «لَقَدِ §اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ، مَا أَبْرَأَتْ مِنْ أَلَمٍ، وَلَا شَفَتْ مِنْ سَقَمٍ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: «أَشَعَرْتَ أَنَّهُ §كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ انْقَطَعَ التَّسْلِيمُ» ، فَقُلْتُ: أَمِنْ قِبَلِ رَأْسِكَ كَانَ يَأْتِيكَ التَّسْلِيمُ، أَوْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْكَ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ مِنْ قِبَلِ رَأْسِي» ، فَقُلْتُ: لَا أَرَى أَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَعُودَ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِي: «أَشَعَرْتَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَادَ لِي؟» قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَوْصَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَقَال: «§إِذَا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بِي، فَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ، وَلَا تَهَوَّدُوا بِي كَمَا تَهَوَّدُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَلَا تُتْبِعُونِي نَارًا، وَلَا صَوْتًا» ، قَالَ: وَكَانَ أَوْصَى لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ لَهُ بِوَصَايَا، فَقَالَ: «أَيَّتُمَا امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ صَرَخَتْ عَلَيَّ فَلَا وَصِيَّةَ لَهَا»

الصفحة 11