كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 7)

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَقُولُ: «§وُلِدْتُ سَنَةَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ» قَالُوا: وَكَانَ مَيْمُونٌ وَالِيًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى خَرَاجِ الْجَزِيرَةِ، وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَلَى الدِّيوَانِ، قَالُوا: وَكَانَ مَيْمُونٌ بَزَّازًا، وَكَانَ عَلَى الْخَرَاجِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي حَانُوتِهِ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْتَعْفِيهِ مِنَ الْخَرَاجِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: «إِنَّمَا هُوَ دِرْهَمٌ تَأْخُذُهُ مِنْ حَقِّهِ، وَتَضَعُهُ فِي حَقِّهِ، فَمَا اسْتِعْفَاؤُكَ مِنْ هَذَا؟» فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْخَرَاجِ أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى مَاتَ عُمَرُ، وَاسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَانَ مَيْمُونٌ وَالِيَهُ عَلَى الْخَرَاجِ أَشْهُرًا، وَقَدْ كَانَ مَيْمُونٌ وَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَالِ بِحَرَّانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ غَيْلَانُ الْقَدَرِيُّ يَعِظُهُ فِي ذَلِكَ بِرِسَالَةٍ، فَقَالَ مَيْمُونٌ: «وَدِدْتُ أَنَّ حَدَقَتِي سَقَطَتْ، وَأَنِّي لَمْ أَلِ عَمَلًا قَبْلُ لَهُ، وَلَا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ» قَالَ: «وَلَا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ»
قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: «§كَانَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ لَا يَخْضِبُ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ عِيسَى بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: «§مَاتَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ الْغَالِبَ عَلَى أَهْلِ الْجَزِيرَةِ فِي الْفَتْوَى وَالْفِقْهِ»

الصفحة 478