كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 7)

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ سُرَّقٍ «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَضَى» قَالَ يَزِيدُ: «بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ وَيَمِينِ الْمُطَالِبِ» ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ
§سَنْدَرٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «هُوَ ابْنُ سَنْدَرٍ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِزِنْبَاعٍ الْجُذَامِيِّ أَبِي رَوْحٍ عَبْدٌ لَهُ يُدْعَى سَنْدَرٌ، فَرَآهُ يُقَبِّلُ جَارِيَةً لَهُ، فَجَبَّهُ وَخَرَمَ أَنْفَهُ وَأُذُنَيْهِ، فَأَتَى الْعَبْدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَى سَيِّدِهِ، فَوَعَظَهُ، فَقَالَ: «§مَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ، وَهُوَ مَوْلَى اللَّهِ وَمَوْلَى رَسُولِهِ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِ بِيَ الْوُلَاةَ قَالَ: «أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ» ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: «احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» فَأَجْرَى عَلَيْهِ الْقُوتَ حَتَّى مَاتَ، وَوَلِيَ عُمَرُ، فَقَالَ: «احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» فَقَالَ: " اخْتَرْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُجْرِيَ عَلَيْكَ -[506]- مَا أَجْرَى أَبُو بَكْرٍ، وَإِنْ شِئْتَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَى الْأَمْصَارِ قَالَ: «اكْتُبْ لِي إِلَى مِصْرَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ رِيفٍ» فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ سَنْدَرًا قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ، فَاحْفَظْ فِيهِ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " فَقَطَعَ لَهُ عَمْرٌو بِأَرْضِ مِصْرَ مَعَاشًا، فَعَاشَ فِيهَا مَا عَاشَ، فَلَمَّا مَاتَ قُبِضَتْ فِي مَالِ اللَّهِ، ثُمَّ أَقْطَعَهَا الْأَصْبَغَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَمَا كَانَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مَالٌ خَيْرٌ مِنْهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمُنْيَةُ الْأَصْبَغِ الْيَوْمَ مَعْرُوفَةٌ بِمِصْرَ، وَالْمُنَا: مِثْلُ الْبَسَاتِينَ هَاهُنَا

الصفحة 505