كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 7)

§نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ طَلَبًا كَثِيرًا بِالْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ، ثُمَّ نَزَلَ مِصْرَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى أَشْخَصَ مِنْهَا فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ، فَسُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ فِيهِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَرَادُوهُ عَلَيْهِ، فَحُبِسَ بِسَامَرَّا، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي السِّجْنِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ آخِرُ طَبَقَاتِ أَهْلِ مِصْرَ
§وَمَنْ كَانَ بِأَيْلَةَ
§طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيُّ وَكَانَ ثِقَةً رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ
§عَقِيلُ بْنُ خَالِدٍ صَاحِبُ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً
§أَبُو صَخْرٍ الْأَيْلِيُّ وَاسْمُهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُمَيَّةَ، وَكَانَ صَالِحَ الْحَدِيثِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: " §كَانَ أَبُو صَخْرٍ مِنَ الْعُبَّادِ، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلَهُ أَجْمَعَ وَيَبْكِي، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الدَّارِ امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ سَاكِنَةٌ تَبْكِي رَحْمَةً -[520]- لَهُ، فَقَالَ لَيْلَةً فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةَ قَدْ بَكَتْ رَحْمَةً لِي، وَدِينُهَا مُخَالِفٌ لَدِينِي، فَأَنْتَ أَوْلَى بِرَحْمَتِي " قَالَ: «وَكَانَ أَبُو صَخْرٍ الْأَيْلِيُّ يُوَافِيَ الْمَوَاسِمَ كُلَّ عَامٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَأَبِي حَازِمٍ، فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمَرَ الْآخِرَةِ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ، ثُمَّ لَا يَلْتَقُونَ بَعْدَ إِلَّا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ»

الصفحة 519