كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 7)
وَشَرَابَهُ؛ اعْتِزَالًا لِلْفِتْنَةِ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ كَعْبَ بْنَ سُورٍ إِنْ خَرَجَ مَعَكِ لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنَ الْأَزْدِ أَحَدٌ فَرَكِبَتْ إِلَيْهِ، فَنَادَتْهُ وَكَلَّمَتْهُ، فَلَمْ يُجِبْهَا، فَقَالَتْ: يَا كَعْبُ، أَلَسْتُ أُمَّكَ، وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ؟ فَكَلَّمَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ. فَذَلِكَ حِينَ خَرَجَ، وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ، فَنَشَرَهُ، وَمَشَى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَدْعُوهُم إِلَى مَا فِيهِ، فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ، وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ
§الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ وَاسْمُهُ: الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ النَّزَّالِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُقَاعِسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي قِرَاضٍ مِنْ بَاهِلَةَ، وَلَدَتْهُ وَهُوَ أَحْنَفُ، فَقَالَتْ وَهِيَ تُرَقِّصُهُ:
[البحر الرجز]
وَاللَّهِ لَوْلَا حَنَفٌ فِي رِجْلِهِ ... مَا كَانَ فِي الْحَيِّ غُلَامُ مِثْلِهِ
وَيُكْنَى الْأَحْنَفُ أَبَا بَحْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي ذَرٍّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقُلْتَ أَنْتَ: إِنَّكَ لَتَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَمَا أَسْمَعُ إِلَّا حَسَنًا قَالَ: فَإِنِّي ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ» قَالَ الْأَحْنَفُ: فَمَا شَيْءٌ -[94]- أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ
الصفحة 93