كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 7)

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ ذَكَر بَنِي تَمِيمٍ، فَذَمَّهُمْ، فَقَامَ الْأَحْنَفُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ائْذَنْ لِي، فَأَتَكَلَّمَ قَالَ: «تَكَلَّمْ» قَالَ: " إِنَّكَ §ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ، فَعَمَمْتَهُمْ بِالذَّمِّ، وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ، فَمِنْهُمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ فَقَالَ: «صَدَقْتَ فَعَفَا» بِقَوْلٍ حَسَنٍ، فَقَامَ الْحُتَاتُ - وَكَانَ يُنَاوِئُهُ - فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ فَقَالَ: «اجْلِسْ، قَدْ كَفَاكُمْ سَيِّدِكُمُ الْأَحْنَفُ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الْأَحْنَفَ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَاحْتَبَسَهُ حَوْلًا كَامِلًا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §خَوَّفَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ، وَلَسْتَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَاحْتَبَسَنِي عِنْدَهُ حَوْلًا، فَقَالَ: «يَا أَحْنَفُ، قَدْ §بَلَوْتُكَ وَخَبَرْتُكَ، فَلَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، وَرَأَيْتُ عَلَانِيَتَكَ حَسَنَةً، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُكَ مِثْلَ عَلَانِيَتِكَ، فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ إِنَّمَا هَلَكَ هَذِهِ الْأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ» وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَمَّا بَعْدُ: «فأَدْنِ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ، وَشَاوِرْهُ، وَاسْمَعْ مِنْهُ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَصْفَرِ أَنَّ الْأَحْنَفَ اسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ، فَلَمَّا أَتَى فَارِسَ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ قَالَ: فَلَمْ يُوقِظْ أَحَدًا مِنْ غِلْمَانِهِ، وَلَا جُنْدِهِ، وَانْطَلَقَ يَطْلُبُ الْمَاءَ قَالَ: فَأَتَى عَلَى شَوْكٍ وَشَجَرٍ حَتَّى سَالَتْ قَدَمَاهُ دَمًا، §فَوَجَدَ الثَّلْجَ قَالَ: فَكَسَّرَهُ، وَاغْتَسَلَ قَالَ: فَقَامَ، فَوَجَدَ عَلَى ثِيَابِهِ نَعْلَيْنِ مَحْذُوَّتَيْنِ جَدِيدَتَيْنِ قَالَ: فَلَبِسَهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ -[95]- مَا عَلِمْنَا بِكَ "

الصفحة 94