كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 7)

لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف: 13] قال جمهور العلماء: معنى الآية والحديث: آمِنوا والتزِموا طاعة الله.
الثامن والعشرون: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان والساعة، وهو مشهور في "صحيح مسلم" وغيره.
التاسع والعشرون: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كنت خَلْف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً فقال: "يا غُلامُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (الثامن والعشرون) قال القاضي عياض هو حديث متفق على عظم موقعه وكثرة أحكامه لاشتماله على جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان وأعمال الجوارح وإخلاص السرائر والتحفظ من آفات الأعمال حتى أن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه أي فهو جامع لطاعات الجوارح والقلب أصولاً وفروعاً قال القرطبي: حقيق بأن يسمى أم السنة كما سميت الفاتحة أم القرآن لتضمنها جمل معانيه وقال بعضهم لو لم يكن في السنة جميعها غيره لكان وافياً بأحكام الشريعة لاشتماله على جملها مطابقة وعلى تفاصيلها ومرجعه من القرآن والسنة كل آية أو حديث تضمن ذكر الإسلام أو الإيمان أو الإحسان أو الإخلاص أو المراقبة أو نحو ذلك. قوله: (وهو مشهور) أي على الألسنة. قوله: (في صحيح مسلم وغيره) وكذا رواه أصحاب السنن الأربعة ولم يخرج البخاري فيه شيئاً عن عمر إنما أخرج أصحاب السنن إلا الترمذي عن أبي هريرة نحوه. قوله: (كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-) أي على دابته كما في رواية ففيه جواز الإرداف على الدابة إن أطاقته وقد أردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على الدابة معه جماعة أفردتهم بتأليف فبلغوا أربعين إنساناً رضي الله عنهم. قوله: (يا غلام) بالضم لأنه نكرة مقصودة وفي رواية يا غليم وهو تصغير حنو وترقيق أو تعظيم باعتبار ما يؤول إليه حاله والغلام هو الصبي من حين يفطم إلى تسع سنين

الصفحة 381