كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 7)

بغير شك.
وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: "يا رسول الله أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلاً أيقتله؟ ... الحديث، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انْظُرُوا إلى ما يَقُولُ سَيدُكُمْ".
وأما ما ورد في النهي، فما رويناه بالإسناد الصحيح في "سنن أبي داودَ" عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَقُولُوا لِلمُنافِقِ سَيِّدٌ، فإنهُ إنْ يَكُ سيِّداً فقَد أسخَطْتُمْ رَبكُمْ عَزَّ وَجَلَّ".
قلت: والجمع بين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المشعر بالعلية فإن قوله سيدكم علة للقيام له وذلك لكونه شريفاً على القدر ذكره السيوطي في مرقاة الصعود وقول ابن الحاج لو كان القيام المأمور به لسعد الخ يجاب عنه بما في كلام السيوطي من أن المقتضي لزيادة الإكرام السيادة له المقصورة على الأنصار على أنه قد جاء أن الأنصار يقولون بأنه -صلى الله عليه وسلم- عم بها المسلمين الحاضرين من الأنصار والمهاجرين وقد تقدم الكلام في حكم القيام في أواخر كتاب السلام والاستئذان والله أعلم.
قوله: (وروينا في صحيح مسلم) وأخرجه مالك في الموطأ وأبو داود. قوله: (أيقتله الحديث)
تتمته قال لا قال سعد بلى والذي أكرمك بالحق فقال -صلى الله عليه وسلم- اسمعوا إلى ما يقول سيدكم قال المازري وغيره ليس هذا القول من سعد رداً لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومخالفة لأمره وإنما هو إخبار عن حالة الإنسان عند رؤية الرجل مع امرأته واستيلاء الغضب عليه فإنه حينئذٍ يعاجله بالسيف وإن كان عاصياً وأما السيد فقال ابن الأنباري وغيره هو الذي يفوق قومه في الفخر قالوا والسيد أيضاً الحليم وهو أيضاً حسن الخلق وهو أيضاً الرئيس ومعنى الحديث تعجبوا من قول سيدكم. قوله: (وأما ما ورد في النهي) عن استعمال السيد (فما رويناه بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود الخ) قال المنذري في الترغيب وكذا رواه النسائي بإسناد صحيح أيضاً ورواه الحاكم والبيهقي عن بريدة ولفظه إذا قال الرجل للمنافق يا سيد فقد أغضب ربه وقال صحيح الإسناد كذا قال اهـ. قلت وأخرجه ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة. قوله: (ولا تقولوا للمنافق سيد) أي لا تقولوا هو سيد لأن المنافق يجب عليك

الصفحة 90