كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 7)

المناسبة، حتى أصبح في اليوم الثاني مبكرا إليه، ليتخلص من هم ما يحمل من أمر المسلمين، وليبر في حلفه أن يكلمه في ذلك.
(فسألني عن حال الناس وأنا أخبره) فيه التعبير عن الماضي بالمضارع لإفادة استحضار الصورة وتجديد الأخبار وتعددها.
(فآليت أن أقولها لك) يقال: ألى إيلاء، أي أقسم.
(رأيت أن قد ضيع) "أن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف و"قد ضيع" بفتح الضاد والياء المشددة، خبر "أن" أي قد أهمل، وتسبب في ضياعها.
(فوافقه قولي) أي فرضي عنه، إذ وافق عنده قناعة وقبولا.
(فوضع رأسه ساعة) أي فترة من الزمن، وليس المقصود ما هو معروف منها -ستين دقيقة- وكان عمر رضي الله عنه قد وضع خده ساعة على فخذ ابن عباس، فلما دخل ابن عمر قال له عمر: ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر، فوضعه ابن عباس من فخذه على ساقه، فقال: ألصق خدي بالأرض فوضعه حتى ألصق خده ولحيته بالأرض.

-[فقه الحديث]-
يتعرض الحديث إلى نقاط:
1 - ماذا فعل صلى الله عليه وسلم بشأن الاستخلاف؟
2 - وماذا فعل أبو بكر رضي الله عنه؟ .
3 - وماذا فعل عمر رضي الله عنه؟
4 - وما حكم عقد الخلافة من الإمام المتولي لغيره بعده؟ .
5 - وما حكم نصب الخليفة بصفة عامة؟
النقطة الأولى: ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الاستخلاف:
أما عن النقطة الأولى فيقول النووي: هذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينص على خليفة، وهو إجماع أهل السنة وغيرهم. قال القاضي: وخالف في ذلك بكر ابن أخت عبد الواحد، فزعم أنه نص على أبي بكر، وقال ابن راوندي: نص على العباس، وقالت الشيعة والرافضة: نص على علي. وهذه دعاوى باطلة، وجسارة على الافتراء، ووقاحة في مكابرة الحس، وذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على اختيار أبي بكر، وعلى تنفيذ عهده إلى عمر، وعلى تنفيذ عهد عمر بالشورى، ولم يخالف في شيء من هذا أحد، ولم يدع علي ولا العباس ولا أبو بكر وصية في وقت من الأوقات، وقد اتفق علي

الصفحة 419