كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 7)

4284 - عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رجل: أي الناس أفضل يا رسول الله؟ قال: "مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله". قال: ثم من؟ قال: "ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره".
4285 - وفي رواية عن ابن شهاب بهذا الإسناد. فقال: "ورجل في شعب". ولم يقل ثم رجل.
4286 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانه. أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين. ليس من الناس إلا في خير".
4287 - وفي رواية عن بعجة بن عبد الله بن بدر وقال: "في شعبة من هذه الشعاب". خلاف رواية يحيى.
4288 - وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى حديث أبي حازم عن بعجة وقال: "في شعب من الشعاب".

-[المعنى العام]-
خلف الله بني آدم وفيهم نوازع الخير، ونوازع الشر. {ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها} [الشمس: 7 - 8] وكلفه بمحاربة نوازع الشر، وتغليب نوازع الخير، ليكافح في دنياه، فيسعد في أخراه، وهذا هو الجهاد الأكبر، جهاد النفس، وجهاد الشيطان، {قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها} [الشمس: 9 - 10] وعلى الرغم من هبة العقل، ومعرفته الخير والشر، فإن الله تعالى يرسل

الصفحة 517