كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 7)

-[المباحث العربية]-
(فضل الرمي) أي الرمي بالسهام، والسهم العربي عود من الخشب يسوي، طرفه مدبب، يرمي به عن القوس، وهو النبل، بفتح النون، والقوس بفتح القاف آلة على هيئة هلال، ترمي بها السهام، والمراد فضل تعلم الرمي، لما له من أثر في الحروب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
(ألا إن القوة الرمي) تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم للمراد من القوة، في قوله تعالى "وأعدوا لهم" أي لأعدائكم الكافرين {ما استطعتم من قوة} وهذا التفسير خاص بزمن النزول، والمناسب لجميع الأزمنة عموم وسائل القوة من دبابات وصواريخ ومدافع وطائرات قاذفة ونحو ذلك.
(ستفتح عليكم أرضون) بفتح الراء على المشهور، وحكى الجوهري لغة شاذة بإسكانها، جمع أرض، ملحق بجمع المذكر السالم.
(ويكفيكم الله) جملة خبرية لفظا ومعنى، أي وسيكفيكم الله شر أصحابها، وينصركم عليهم، أو دعائية معنى، أي وأسأل الله أن يكفيكم شرهم وينصركم عليهم، ولكن عليكم بالاستعداد واتخاذ الأسباب.
(فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه) "يعجز" بكسر الجيم على المشهور، وبفتحها في لغة، و"لا" ناهية، والفعل مجزوم بها، أو نافية، والفعل مرفوع، والمراد من اللهو بالأسهم اللعب والتدرب على الرمي بالسهام، وإصابة المرمي.
(أن فقيما اللخمي قال لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين؟ وأنت كبير يشق عليك؟ ) كان عقبة بن عامر يعاني ويتكلف التدريب على الرمي، وهو كبير السن، يشق عليه ممارسته، ومحاولة إصابة الهدف القريب والبعيد، والتحرك بين الهدفين، والغرض هو هدف الرامي الذي يحاول إصابته بسهامه، والاستفهام إنكاري توبيخي، أي ما ينبغي أن تفعل ذلك.
(لولا كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعانه) يقال: عانى الشيء قاساه وكابده. قال النووي: هو في معظم النسخ "لم أعانيه" بالياء وفي بعضها "لم أعانه" بحذفها، وهو الفصيح، والأول لغة معروفة.
(قال الحارث: فقلت لابن شماسة: وما ذاك؟ ) أصل الإسناد: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن عبد الرحمن بن شماسة بضم الشين أن فقيما اللخمي قال لعقبة بن عامر.
(من علم الرمي ثم تركه) "علم" بفتح العين وكسر اللام، أي من تعلمه وحصلت له معرفة بدقته، ثم ترك التدرب عليه فنسيه، إهمالا، لا لعذر.

الصفحة 591