كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 7)

فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا" قَالَ: وَايْمُ اللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً مِنْ سَحَابٍ, قَالَ: فَنَشَأَتْ سَحَابَةٌ فَانْتَشَرَتْ ثُمَّ إِنَّهَا مَطَرَتْ فَنَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى وَانْصَرَفَ فَلَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ صَاحُوا وَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهَا عَنَّا قَالَ: فَتَبَسَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا" قَالَ: فَتَقَشَّعَتْ1 عَنِ الْمَدِينَةِ فَجَعَلَتْ تُمْطِرُ حَوْلَهَا وَمَا تَقْطُرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةً قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مثل الإكليل2. [3:5]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "فتقعست"، والمثبت من "صحيح ابن خزيمة" ومسلم والنسائي. وتقشع، أي: أقلع وتصدع وانكشف.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن عبد الأعلى: ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجالهما.
وهو في "صحيح ابن خزيمة" "1423".
وأخرجه النسائي "3/160-161" في الاستسقاء: باب ذكر الدعاء، من طريق محمد بن عبد الأعلى بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1021" في الاستسقاء: باب الدعاء إذا كثر المطر "حوالينا ولا علينا"، ومسلم "897" في الاستسقاء: باب الدعاء في الاستسقاء، وأبو يعلى "3334" من ثلاثة طرق عن المعتمر، به.
وأخرجه البخاري "932" في الجمعة: باب رفع اليدين في الخطبة مختصراً، و"3582" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، وأبو داود "1174" في الصلاة: باب رفع اليدين في الاستسقاء، من طريق يونس، ومسلم "897"، والطحاوي "1/322"، وأحمد "3/194"، من طريق سليمان بن المغيرة، وأحمد "3/271"، وأبو يعلى "3509"، من طريق حماد، ثلاثتهم عن ثابت، به.
وانظر الحديث "2857" و"2859".
وقوله: "وإنه لفي مثل الإكليل" أي: صارت السحابة حول المدينة كالدئرة حول الشيء، والإكليل يطلق على كل محيط بالشيء، ويسمى التاج إكليلاً لإحاطته بالرأس.

الصفحة 106