كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 7)

زَيْنَبَ1 وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلُّ إِلَى أَجَلٍ" قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَرِقُّ أَوْلَمْ2 تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهَ من عباده الرحماء" 3. [1:4]
__________
1 في الأصل: "فأتيته بابنته زينب"، والتصويب من "أحمد" و"ابن أبي شيبة" وغيرها.
2 في الأصل: "ولم"، وهو خطأ، والمثبت من مصادر التخريج.
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو: ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وأخرجه أحمد "5/204" و"206"، وابن أبي شيبة "3/392-393"، ومسلم "923" في الجنائز: باب البكاء على الميت، والبيهقي "4/68"، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد "5/204"، "206"، والطيالسي "636"، وعبد الرزاق "6670"، والبخاري "1284" في الجنائز: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه". و"5655" في المرضى: باب عيادة الصبيان، و"6602" في القدر: باب {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} الأحزاب: من الآية38" و"6655" في الأيمان والنذور: باب قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} الأنعام: من الآية109"، و"7377" في التوحيد: باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} الإسراء: من الآية110"، و"7448" باب ما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} الأعراف: من الآية56"، ومسلم "923"، والنسائي "4/21-22" في الجنائز: باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة.
وقوله: "ونفسها تقعقع كأنها في شن": القعقعة: حكاية حركة الشيء يسمع له صوت، والشن: القربة البالية، والمعنى: وروحه تضطرب وتتحرك، لها صوت حشرجة كصوت الماء إذا أُلقي في القربة البالية.

الصفحة 430