كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 7)

في حركة الجامعة الإسلامية من جهة والقومية العربية (العروبة) من جهة أخرى، قد أدت بدورها إلى بلورة الفكر العربي الإسلامي وإعادة النظر في التراث والبحث عن بدائل. وهكذا بدأ الكتاب والقادة المتنورون ينشرون أفكارهم على المتعلمين من قومهم. وفي ضوء ذلك لا بد من التنويه بكتاب (أقوم المسالك) لخير الدين التونسي الذي ظهر في حدود 1867 وكان له أثر بارز في الجزائر، سيما بعد أن نشرته جريدة (المبشر) مسلسلا (¬1). وقد نوه به الأمير عبد القادر وحسن بن بريهمات (¬2)، وألف عبد القادر المجاوي رسالة (إرشاد المتعلمين) (¬3) بعد ذلك بعشر سنوات.
ومن نتيجة هذا الزخم ظهرت أبحاث وكتب ورسائل عالجت موضوع الإسلام وقابليته للتقدم والنهضة ومسايرة العصر، وموضوع الإصلاح الاجتماعي والديني كالدعوة إلى تجديد دور الزوايا ومناهج التعليم الإسلامية، وتدريس اللغات، وتقليد الغربيين، ونبذ الخرافات والبدع الضارة، ونحو ذلك.
كما ظهر مجتهدون استمدوا حججهم العقلية من التراث نفسه. وانطلقوا في سبيل النهضة. ونذكر من هؤلاء عبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي وعبد الرحمن بن الحفاف. وقد كان على هؤلاء أن يوائموا بين تعاليم الدين وحاجات العمر، وأن يواجهوا مشكل التخلف بمختلف مظاهره.
وإليك الآن بعض العناوين التي تمكنا من الحصول عليها. وإذا تيسر لنا فإننا سنذكر أيضا بعض المعلومات عنها:
1 - حكمة العارف بوجع ينفع: لحمدان بن عثمان خوجة. وهي رسالة ما تزال مخطوطة حسب علمنا، ألفها في اسطانبول، وتناول فيها مسألة
¬__________
(¬1) ابتداء من 1868.
(¬2) انظر دراستنا، (صدى دعوة خير الدين باشا التونسي في الجزائر) في الجزء الرابع من (أبحاث وآراء) دار الغرب الإسلامي، ط. يروت 1996.
(¬3) ظهر سنة 1877 في مصر. انظر لاحقا.

الصفحة 158