كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 7)

باب أركان النكاح وشروطه
فأركانه الإيجاب والقبول ولا ينعقد الإيجاب إلا بلفظ النكاح والتزويج بالعربية لمن يحسنهما أو بمعناهما الخاص بكل لسان لمن لا يحسنهما فإن قدر على تعلمهما بالعربية لم يلزمه في أحد الوجهين.
ـــــــ
باب أركان النكاح وشروطه
أركان الشيء أجزاءه ماهيته فالماهية لا توجد بدون جزئها فكذا الشيء لا يتم بدون ركنه طاعة ما ينتفي المشروط بانتفائه وليس جزءا للماهية "فأركانه الإيجاب والقبول" لأن ما هية النكاح مركبة منهما ومتوقفة عليهما.
"ولا ينعقد الإيجاب إلا بلفظ النكاح والتزويج" إجماعا لورودهما في نص القرآن في قوله تعالى: {زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: من الآية37] {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ} [النساء: من الآية22] ولا ينعقد بغيرهما إذ العادل عنهما مع معرفته لهما عادل عن اللفظ الذي ورد القرآن بهما مع القدرة فإن قلت قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلا امرأة فقال: "ملكتك بما معك من القرآن" رواه البخاري قلت ورد فيه زوجتكها وزوجناكها وأنكحتها من طرق صحيحة فإما أن يكون قد جمع بين الألفاظ ويحمل على أن الرواي روى بالمعنى ظنا منه أنهما بمعنى واحد أو يكون خاصا به وعلى كل تقدير لا يبقى حجة وكذا ينعقد بقوله لأمته: أعتقتها وجعلت عتقها صداقها "بالعربية لمن يحسنهما أو بمعناهما الخاص بكل لسان لمن لا يحسنهما" لأن ذلك في لغته نظير الإنكاح والتزويج في العربية "فإن قدر على تعلمهما بالعربية لم يلزمه" التعلم "في أحد الوجهين" اختاره المؤلف ونصره في "الشرح" وجزم به في "التبصرة" و "الوجيز" لأن النكاح عقد معاوضة فصح بغير العربية كعاجز والثاني وقدمه السامري وابن حمدان أن يلزمه كالتكبير.

الصفحة 16