كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 7)

(صدقة) أي: الفضل المروزي (¬1).
(خير نسائها) أي: الدنيا والآخرة، واستدل به وبخبر البزار والطبراني: "فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين" (¬2) على أن خديجة أفضل من عائشة، ومرَّ الكلام على ذلك في مناقب فاطمة (¬3).

3816 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَال: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالتْ: "مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي، لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا، وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلائِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ".
[3817، 3818، 5229، 6004، 7484 - مسلم: 2434، 2435 - فتح: 7/ 133]
(عن هشام) أي: ابن عروة بن الزبير.
(ما غِرْتُ) من الغيرة: وهي الحمية والأنفة و (ما) فيه نافية، وفي قوله: (ما غرت على خديجة) مصدرية، أو موصولة. (من قصب) أي: لؤلؤ مجوف (وإن كان ليذبح الشاة) إن مخففة من الثقيلة. (خلائلها) (¬4) بمعجمة، أي: صدائقها. (ما يسعهن) أي: يكفيهن.

3817 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
¬__________
(¬1) هكذا في الأصل، وفي "تهذيب الكمال" 13/ 144 (2867) صدقة بن الفضل.
(¬2) "مسند البزار" 4/ 255 (1427). وذكره الهيثمي في "مجمعه" 9/ 223 وقال: رواه الطبراني والبزار وفيه أبو يزيد الحميري، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وقال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث رواه الطبراني والبزار من حديث عمار بن ياسر، وهو حديث حسن الإسناد. أهـ بتصرف، "الفتح" 7/ 135.
(¬3) سبق برقم (3767) كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب فاطمة عليها السلام.
(¬4) في هامش (ج): جمع خليلة: وهي الصديقة.

الصفحة 119