كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 7)

وَقَال: "عَلَى فَمِ السَّاحِرِ" قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَأَنْتَ سَمِعْتَ عَمْرًا؟ قَال: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، قَال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَال: نَعَمْ، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْكَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَيَرْفَعُهُ أَنَّهُ قَرَأَ: "فُرِّغَ"، قَال سُفْيَانُ: هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو، فَلَا أَدْرِي سَمِعَهُ هَكَذَا أَمْ لَا، قَال سُفْيَانُ: وَهِيَ قِرَاءَتُنَا.
[4800، 7481 - فتح 8/ 380]
(سفيان) أي: ابن عيينة. (عن عمرو) أي: ابن دينار.
(خضعانا) أي: انقيادًا وطاعة. (لقوله) أي: لكلامه تعالى، ثم شبه قوله المسموع بقوله: (كالسلسلة) أي: ولقوله صوت كصوت السلسلة الواقعة.
(صفوان) وهو الحجر الأملس كما شبهه في بدء الوحي بقوله: "كصلصلة الجرس" (¬1). (قال علي) أي: ابن المديني. (وقال غيره) أي: غير سفيان. (صفوان ينفذهم ذلك) أي: ينفذ الله ذلك القول إلى الملائكة. (فإذا فزع عن قلوبهم) أي: أزيل الخوف عن قلوب الملائكة. (قالوا) أي: قال بعضهم لبعض. (ماذا قال ربكم؟) أي: في الشفاعة. (قالوا) أي: البعض الآخر. (للذي قال) أي: سأل. (الحق) أي: القول الحق (مسترقوا السمع) في نسخة: "مسترق السمع" بالإفراد (ومسترقو السمع) مبتدأ خبره (هكذا) وفسر به مع ما بعده من قوله: (واحد فوق آخر) ما قبله وقوله: (ووصف سفيان) أي: ابن عيينة. (بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى) وقد (نصبها بعضها فوق بعض) بيَّن به كيفية ركوب بعض المستمعين على بعض، وقوله: (بعضها فوق بعض) بدل من بضمير (نصبها) وفيه معنى التشبيه أي: ركوب بعض مسترقي السمع فوق بعض كركوب بعض أصابعي هذه فوق بعض (إلى
¬__________
(¬1) سبق برقم (2) كتاب: بدء الوحي، باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله.

الصفحة 723