كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 7)

الحَسَنَ وَهُوَ يَقُولُ: "بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ. وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.
[انظر: 3542 - فتح: 7/ 95]
(عبدان) هو لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة. (عبد الله) أي: ابن المبارك (ليس شبيهًا بعلي) بنصبه خبر ليس، وبرفعه على أن ليس عاطفة (¬1) كـ (لا)، أو على أن خبرها متصل بها محذوفًا استغناء عن تلفظه بنيته، واسمها: (شبيه) أي: ليسه (¬2) شبيه، ولا ينافي ذلك قول عليّ في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: لم أر قبله ولا بعده مثله (¬3)؛ لأن نفي الشبه محمول على العموم وإثباته على المعظم إذ ليس أحد يشبهه في جميع صفاته كما قال صاحب البردة:
منزه عن شريك في محاسنه ... .....................

3751 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَصَدَقَةُ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال: قَال أَبُو
¬__________
(¬1) كون (ليس) عاطفة، قول منسوب إلى الكوفيين، حكاه عنهم النحاس والهروي وابن بابشاذ وابن مالك وأبو حيان والسيوطي، ونُسب أيضًا هذا القول إلى البغداديين واستدل هؤلاء بقول الشاعر:
فإذا جُوزيت قرضًا فأجزه ... إنما يجزى الفتى ليس الجمل
وذهب البصريون إلى أن (ليس) لا تكون حرف عطف.
(¬2) أي: أن خبرها الضمير المتصل فيها أي في: ليس، ولكن حذف للاستغناء عن لفظه بنيته، ونحوه قوله في خطبة يوم النحر "أليس ذو الحجة".
(¬3) رواه الترمذي (3637) كتاب: المناقب، باب: في آيات إثبات نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما قد خصه الله عزَّ وجلَّ به. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد 1/ 96. والحاكم 2/ 605 - 606 كتاب: التاريخ وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الألفاظ، ووافقه الذهبي، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 268 باب: جامع صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصححه الألباني في: "صحيح الترمذي".

الصفحة 78