كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)

الذي أخرجه البخاري (الكمأ من المن وماؤها شفاء للعين)، وأما السلوى فهو لحم طير معروف بالسماني ... يقول الأستاذ الدكتور كارم السيد غنيم في بحثه حول هذا الموضوع «1»:
إذا كانت المصادر لم تقطع باليقين في الإجابة عن السؤال المطروح الذي مفاده:
متى دخل اليهود التاريخ؟، فإن الروايات التي دونت في أسفار العهد القديم خصوصا في سفر التكوين تذهب إلى أن اليهود انحدروا من سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، - جد اليهود الأول - وقد كان عليه السلام زعيم عشيرة موطنها الأول على الأرجح مدينة أور بجنوبي العراق عند مصب نهر الفرات، ويعود نسب إبراهيم إلى سام ابن سيدنا نوح عليه السلام، وهو أحد ثلاثة إخوة لأبيهم تارح وهم (تاحور) و (حاران) .. وقد ورد في العهد القديم أن فرعون مصر أهدى السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام جارية مصرية اسمها (هاجر).
ولما كانت السيدة سارة لا تلد وأصبحت على حال لا يرجى منها ولد، فقد تزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام، من هاجر وأنجب منها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وهو الجد الأعلى للعرب ولرسول اللّه سيدنا محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وشاء اللّه تعالى أن يرزق سيدنا إبراهيم عليه السلام بسيدنا إسحاق عليه السلام من السيدة سارة.
تزوج سيدنا إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام وأنجب توأمين هما عيسو ويعقوب، ثم تزوج يعقوب من بنتي خاله (ليا) و (راحيل)، ومنهما ومن أمتيهما أنجب يعقوب اثنا عشر ذكرا هم الأسباط، وقد ولدوا جميعا في العراق إلا بنيامين شقيق يوسف من أمهما (راحيل) فقد ولد في أرض كنعان بفلسطين. وبعد قصة سيدنا يوسف وأخوته التي قصها القرآن الكريم وفيها آيات للسائلين، ونزول سيدنا يعقوب وأولاده أرض مصر واستقرارهم فيها، تكاثروا وتناسلوا في تلك الأرض، واختاروا لهم مكانا بعيدا عن قوم فرعون كي لا يختلطوا بوثنية أهل مصر القديمة ويبقوا على التوحيد كما يقول بعض المفسرين.
كان الهكسوس قد هاجموا مصر واستمرت هذه الهجمات والمعارك بين الغزاة والمصريين عشرات السنين يقدرها المؤرخون بأربعة قرون، حتى جاء قائد مصري اسمه (أحمس) فجهز جيشا وقاتل الهكسوس حتى طردهم من مصر نهائيا. ثم جاء ملك لمصر
______________________________
(1) هذا الموضوع فصل في كتاب الأستاذ د. كارم غنيم (الإشارة العلمية في القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق)، بين الصفحات 387 - 399، وقد تم اقتباس النص منه بتصرف.

الصفحة 25