كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)
توجد في الأرض من غير أن تزرع، قيل سميت بذلك لاستتارها، يقال كمأ الشهادة إذا كتمها، والعرب تسمي الكمأة (نبات الرعد)، لأنها تكثر بكثرته ثم تنفطر عنها الأرض.
وهي كثيرة بأرض العرب فتوجد في الشام والعراق ومصر والجزيرة، ومنها صنف قتّال يضرب لونه في الحمرة، وهي باردة رطبة، وإدمان أكلها يورث القولنج والسكتة والفالج وعسر البول، وإذا دفنت في الطين الرطب ثم سلقت بالماء والملح والزعتر وأكلت بالزيت والتوابل الحارة قل ضررها، ومع ذلك ففيها جوهر مادة مائي لطيف بدليل خفتها، فلذلك كان ماؤها شفاء للعين).
وأما لغة فنقرأ في لسان العرب: (منن منّه يمنّه منّا قطعه، والمنين الحبل الضعيف، وحبل منين مقطوع. وفي التهذيب حبل منين إذا أخلق وتقطع والجمع أمنة، ومنن وكل حبل نزح به أو متح منين، ولا يقال للرشاء من الجلد منين، والمنين الغبار، وقيل الغبار الضعيف المنقطع، ويقال للثوب الخلق. والمن الإعياء والفترة، ومننت الناقة حسرتها، ومنّ الناقة يمنها منّا ومنّنها ومنن بها هزلها من السفر، وقد يكون ذلك في الإنسان وفي الخبر أن أبا كبير غزا مع تأبط شرا فمنن به ثلاث ليال أي أجهده وأتعبه.
والمنة بالضم القوة وخص بعضهم به قوة القلب، يقال هو ضعيف المنة، ويقال هو طويل الأمة حسن السنة قوي المنة؛ الأمة القامة، والسنة الوجه، والمنة القوة، ورجل منين أي ضعيف كأن الدهر منّة أي ذهب بمنّته أي بقوته، قال ذو الرمة «منه السير أحمق» أي أضعفه السير. والمنين القوي والمنين الضعيف عن ابن الأعرابي من الأضداد، ومنه السير أي منّه منّا أضعفه وأعياه ومنه يمنه منا نقصه أبو عمرو: الممنون الضعيف، والممنون القوي ... وقال ثعلب: المنين الحبل القوي وأنشد لأبي محمد الأسدي:
إذا قرنت أربعا بأربع ... إلى اثنتين في منين شرجع
والمنين الحبل القوي الذي له منة، والمنين أيضا الضعيف وشرجع: طويل، والمنون الموت لأنه يمن كل شيء يضعفه وينقصه ويقطعه، وقيل المنون الدهر وجعله عدي بن زيد جمعا فقال
______________________________
الأشربة، سنن الترمذي في كتاب الطب، وسنن ابن ماجة في كتاب الطب، ومسند أحمد في العشرة وباقي مسند المكثرين وباقي مسند الأنصار.