كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)
لكميات من عصارة النبات، وذلك بمساعدة فمها الثاقب الماص، فأصبح اللفظ الآن دلالة على هذه الحشرات، وأما إفرازاتها والتي كانت تسمى منا فأصبحت تسمى الندى العسلي - Honey dew - . ويقول الشهابي في المعجم أن الكمأ نبات فطري ينمو تحت سطح الأرض، مستدير لحيم داكن وشهي الطعم، ومعظم الأكمؤ التي في ديار الشام من جنس ( Terfezia)، ولكن أكمؤ المناطق الأخرى من جنس آخر هو ( Tuber)، وكل أجناس الكمأ من فصيلة الكمئيات ( Tuberaceae)، وهي تابعة لرتبة الفطور الزقية ( AScomycetes) ... أما المحتوى الغذائي لهذا النبات، فقد أوضحت التحاليل الكيميائية أنه يحتوي 9 خ بروتين، 13 خ سكاكر، 1 خ دهون، فضلا عن نسب الأملاح كالفسفور والبوتاسيوم والكالسيوم، وكذلك يحوي على الفيتامينات كفيتامين - أ - والذي يفيد في علاج اضطراب الرؤيا.
وأما علاقة لفظ المن بالحشرات، فيطلق لفظ المن اليوم علميا على حشرات من فصيلة ( Aphididae) من رتبة حشرات متجانسة الأجنحة ( Homopetra)، وهي رتبة تضم أيضا فصيلة الحشرات القشرية والبق الدقيقي ( Coccidae)، وهي حشرات لها دور خطير في هذا الموضوع. وقبل الاسترسال دعونا نعرف شيئا عن صفات هذه الرتبة من الحشرات:
1. القيام بقذف مادة سكرية زائدة عن حاجة أجسامها تدعى الندوة العسلية، وذلك عن طريق الفتحة الشرجية في الخلف، وهذا الأمر شائع خصوصا في المن.
2. القيام بإخراج شمع إما على هيئة دقيق ( Flour) أو خيوط.
3. احتواء البطن على نسيج مخصوص يدعى ( Mycetome)، وهو يأوي كائنات دقيقة الحجم، يرجح أن تكون وظيفتها تبادل المنفعة أو المعاشرة مع هذه الحشرات.
4. تحور الجهاز الهضمي في هذه الحشرات، فظهر ما يسمى بغرفة الترشيح ( Filter chamber)، وهي تتكون في أبسط صورها من طرفي المعي الأوسط ( Mid gut)، وفي بعض الأحيان تشمل أيضا مقدم المعي الخلفي، حيث يقتربان من بعضهما تماما ويتحدان في مكان معين بواسطة غلاف مكون من نسيج ضام. وحيث أن هذه الحشرات تتغذى بالعصير النباتي وهو يحتوي كمية كبيرة من المواد السكرية، أما الأحماض الأمينية والمواد الدهنية والأملاح فكل منها يوجد في هذا الغذاء بكميات قليلة.