كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)
ولكي تحصل الحشرة على كمية كبيرة من الأحماض الأمينية اللازمة لنموها، فإنها تمتص عادة كميات كبيرة من عصارة النبات، وبالتالي تحصل على كميات ضخمة من المواد السكرية الذائبة. وغرفة الترشيح ما هي إلا تعديل في القناة الهضمية يمكن بواسطته أن تتخلص الحشرة من الجزء الزائد من الماء والمواد السكرية بسرعة، ويتم ذلك بنقلها مباشرة من الجزء الأمامي للمعي الأوسط إلى المعي الخلفي، وذلك بفضل خاصية الانتشار .. أما الأحماض الأمينية ( Amino acids)، والدهنية ( Fatty Acids)، والقسم اللازم للحشرة من المواد السكرية، فإنها تحجز في المعدة (أي في المعي الأوسط - Ventriculus - ) انتظارا للهضم والامتصاص، وهي على هذه الحالة المركزة ... أما المواد السكرية الزائدة فتطرد من شرج الحشرة وهي التي تعرف بالندوة العسلية.فصيلة المن يغلب عليها اللون الأسود والأصفر والأخضر والأسمر، وهو يتغذى على عصارة النبات كما ذكرنا، ويوجد بكثرة على الأوراق والأزهار في النباتات، وبعضها يعيش على الجذور. أما حشرات المن نفسها فهي صغيرة الحجم جدا، ولها أجزاء فم ثاقبة ماصة، وحين تكون لها أجنحة فإنها تكون أجنحة شفافة، ويوجد أعلى البطن من الخلف زوج من الزوائد، وتوجد في نهاية البطن عادة نهاية طرفية خلفية تسمى الذئب، تقع تحت فتحة الشرج، ومن الأنواع المعروفة من المن: من الذرة ( Aphis maidis)، من القطن ( aphis gossypii)، ومن الرمان ( Aphis duranta). وهناك حشرات ضارة جدا بالنبات وأشجار الفاكهة، لأنها تتغذى بالعصارة النباتية، وتفرز داخل أنسجة النبات إفرازات سامة ينشأ عنها تجعدات في أوراق النباتات والأفرع الغضة، إنها فصيلة الحشرات القشرية والبق الدقيقي. تتميز هذه الحشرات بأنها صغيرة الحجم وأجسامها مغطاة بإفرازات شمعية بيضاء دقيقة كما في البق الدقيقي مثل البق الدقيقي المصري والأسترالي، وهي منتشرة على أشجار السنط والموالح والعنب ونبات الزينة والبطيخ والفول السوداني. أو أنها تكون مغطاة بقشرة صلبة ذات أشكال وألوان مختلفة كما في الحشرات القشرية مثل حشرة البرقوق القشرية والحشرة القشرية السوداء.
تنتشر في أرض سيناء أشجار تسمى بأشجار الطرفة وتصاب بالحشرات القشرية التي تمتص عصارتها كغذاء لها، ونتيجة لهذه العملية تسيل كميات هائلة من العصارة النباتية على شكل قطرات على سطح النبات، وتتجمد خلال ساعات الصباح الأولى عند ما يكون الجو باردا. تحدث هذه الظاهرة في شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)، وهما الشهران اللذان يكثر فيهما تكاثر هذه الحشرة. ويقوم البدو بجمع هذه المادة وبيعها
