كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)
للرهبان المقيمين بالأديرة في هذه المنطقة، وهؤلاء يقومون بدورهم ببيعها للسياح الذين يقصدون أديرتهم، ويطلقون على هذه المادة اسم (خبز اللّه) فيأكلونها تبركا بها.
أما في موضوع حشرة الندوة العسلية فقد كتب فيه علماء عدة مثل جلبرت هوايت (1720 - 1793 م) في كتابه (التاريخ الطبيعي)، فنراه يقول: (هذه المادة الحلوة اللزجة من نوع نباتي، ويمكننا أن نتأكد من أن هذه تسقط بالليل لأنها تشاهد دائما في الصباح الدافئ الساكن) .. كما كتب العالمان كيربي ( Kerby) وسبينس ( Spence) عام 1815 م هذه الملاحظة: (إنك لا شك قد لاحظت ما يسمى البراز العسلي على شجرة القيقب، وكذلك على الأشجار الأخرى الذي أسماه العالم الطبيعي الروماني بليني ( Pliny) ب (عرق السماء) أو (لعاب النجوم) أو (إسهال الهواء)، وربما أنك لا تعلم أن براز المن هذا ينافس السكر وعسل النحل في طعمه ونقائه). كما قام باحثون وعلماء بتحليل مادة المن كيميائيا فتبين لهم أنها تحتوي على مواد غذائية مهمة منها 55 خ من سكر القصب، 25 خ مواد سكرية سهلة و5، 19 خ دكسترين.
قام الباحث الدكتور المعتز المصري بإجراء بحث مفصل عن فائدة المن في شفاء العين نشره في مجلة الإعجاز العلمي السعودية، العدد الثامن، شوال 1421 ه:
توصل الباحث في بحثه إلى أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراكوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وفي نفس الوقت يمنع ماء الكمأة هذا النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة. ولما كانت معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجه عملية التليف، فإن مادة ماء الكمأة يمنع من حدوث مضاعفات التراكوما أو الرمد الحبيبي.
هكذا يظهر جليا الإعجاز العلمي للقرآن والسنة في أن هذه المادة مادة غذائية مهمة تعوض عن الخبز والبروتين، وتشكل مع السلوى أساسيات الغذاء البشري. كما أن السبق القرآني والنبوي واضح في أهميتها كدواء للعين كما فصلنا.
2 - القمح: غذاء الشعوب الأساسي
أما الإشارة والمثل القرآنيان للغذاء الأساسي والأهم للبشر والتي تشترك فيه كل شعوب الأرض أ لا وهو القمح والشعير فقد جاء بمثل يضرب على مضاعفة العمل الصالح ..