كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)

يقول اللّه تعالى مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (261)، (البقرة: 261).
وعن تخزين هذا المحصول الستراتيجي تبين لنا قصة سيدنا يوسف عليه السلام والتي ترويها لنا سورة يوسف أسلوبا رائعا في ذلك فكما هو معروف أن حسابات زراعة القمح تتطلب دراسات لكميات الضوائع والتلفيات أثناء تخزينه ونقله ورشه، ثم الخسائر المحتملة من موت جزء منه، فضلا عن متوقع الناتج المرتبط بالمطر أو الري السيحي وما يعتري كل ذلك من احتمالات. ومنذ قرون خلت وحتى في وقتنا التقني المتطور هذا لم تخل عملية تخزين القمح من خسائر وتلفيات جراء الجو وتقلباته أو القوارض والحشرات وما تفعله من تدمير أو لغير ذلك من العوامل، فكان لزاما من التفكير بطرق أكثر نجاعا واقتصادية وسهولة وللحفاظ على جودة غذاء البشر الأساس هذا أطول مدة ممكنة. ثم توصلوا أخيرا إلى تلك الطريقة الوحيدة الفريدة التي تحقق كل ذلك، أ لا وهي الإبقاء على الحب في سنبله دون طحنه أو قشره ثم بعد ذلك تستمر العملية لسنين، وقد أثبتت البحوث أن هذه التقنية الاقتصادية والسهلة توفر حاصلا لا يتلف بالوقت وتقلبات الجو حسب، بل ويزيد الغلة الناتجة وكمية المحصول تراكميا.
سنابل القمح والشعير وأهميتها الغذائية: إشارات قرآنية ونبوية ولكن المتأمل لقصة سيدنا يوسف مع ملك مصر وكيف أنه أعطاهم حسابات دقيقة لسنوات الأزمة الاقتصادية التي ألمت بالبلاد ليعي تماما أن كل تقنياتنا الحاسوبية

الصفحة 34