كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)

أنواع نباتية لفائدة البشر:
بالإضافة إلى كل الذي ذكر آنفا فإن القرآن الكريم ذكر أنواعا أخرى للنباتات المباركة والمهمة كالسدر أي النبق التي أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالاغتسال بها وأثبت العلم الحديث أن أفضل صابون يستخرج من السدر أو النبق. كذلك ذكر القرآن الكريم الرمان والتين والعنب والموز والنخل وغيرها كثير مما أثبت العلم أهمية أليافها ودهونها وأصباغها في صناعة البولميرات والأدوية فضلا عن قيمتها الغذائية.
أما عن السواك باستخدام شجر الأراك - وهو شجر يكثر في الجزيرة - فقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يستخدمه ويحض على استخدامه ولو لا أن يشق على الأمة لأمرها باستخدامه عند كل صلاة، وقد أثبتت البحوث القيمة الصناعية والصحية لهذا الشجر وأهميته في علاج الأسنان فهو بمثابة معجون الأسنان الذي يستخدم في عصرنا الراهن هذا. وفي نفس الإطار يقول سبحانه وتعالى أيضا هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ ومِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)، (النحل: 10) ... والمقصود ب (تسيمون) المراعي وأهميتها الطبيعية والصناعية والحيوانية والنفسية للإنسان وفوائد عديدة أخرى ومنها فوائد ألياف النبات وبروتينات الحيوان والنبات.
لكي ندخل أكثر في موضوع المواد الحاصلة في العالم الآن وفي نهاية القرن العشرين الميلادي وبداية القرن الرابع عشر الهجري علينا أن نفهم بصورة جيدة ما ذا تعني المواد الهندسية للإنسان الحاضر.
خشب النبات:
وعن الخشب «1» نتدبر السبق القرآني والنبوي العظيمين في هذا الموضوع الهام. يقول اللّه سبحانه وتعالى في سورة المنافقون وإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)، (المنافقون: 4) .. والخشب هو الخشب يقول الإمام الرازي رحمه اللّه:
جمع (الخشبة خشب) بفتحتين و (خشب) بضمتين و (خشب) كقفل و (خشبان) كغفران.
______________________________
(1) يمكن تقسيم الخشب على أنه من المواد المركبة لأنه مكون من ألياف، أو أنه من المواد اللدائنية الليفية - لاحظ كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، الباب الثالث، الفصل الثاني.

الصفحة 41