كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 7)

الفصل الأول عالم دؤوب الحركة
إنتاج الغذاء والتركيب الضوئي:
وتعلمون أن النبات يكتسب أهمية قصوى بسبب ما يقدمه للبشر من غذاء لا غنى عنه، فمنه الأثمار والحبوب والخضار والفواكه والورق والجذور والسيقان الخضراء، وفي كل هذه الأصناف من الفوائد للإنسان مما يطول تفصيله. ولكن الفائدة الأكثر تتأتى من العملية الأهم أ لا وهي عملية التركيب الضوئي التي تعتمد بدورها على الشمس والهواء والمادة الخضراء أو ما يعرف بال (اليخضور)، فوقود الكائنات الحية يتركز أساسا في السكريات والنشويات والدهون والبروتينات وكل هذا نحصل عليه إما من النبات مباشرة أو من الحيوانات التي تتغذى على النبات. والواقع أن الحياة تقوم أساسا على مبدأين:
هدم وبناء، أو بناء وهدم، فالمخلوقات تحصل على طعامها، لتبني أجسامها بجزء، وتهدم الجزء الآخر لتحصل منه على الطاقة التي تيسر بها عملياتها الكيميائية الحيوية، ولكي يكون لهذه العملية صفة الاستمرار، كان لا بد من وجود نظامين متلازمين ... أحدهما يحرر الطاقة المختزنة، والآخر يختزنها. ويعلمنا كتاب الكون المفتوح على أسرار الحياة أن كل شيء قد جاء متوازنا بحساب ومقدار، ففي كل عام تقوم المملكة النباتية بإنتاج حوالي 375 ألف مليون طن من المادة العضوية (وفي تقدير آخر حوالي 500 ألف مليون طن)، وهذا الإنتاج الضخم يبدأ أساسا من خامتين رخيصتين: هما الماء وغاز ثاني أوكسيد الكاربون، فأما الماء فيدخل في العملية بمقدار 450 ألف مليون طن سنويا، ويدخل غاز ثانى أوكسيد الكاربون بمقدار 550 ألف مليون طن سنويا، وتكون النتيجة تكوين مئات البلايين من أطنان السكر، والسكر هو الخامة العضوية الغنية بالطاقة، ومن هدمه أو احتراقه في داخل أجسام الكائنات الحية، تنطلق منه طاقته المخزونة، فتدخل في مئات أو آلاف العمليات الكيميائية التي تتم في الخلايا الحية، وبها تصنع بروتيناتها ودهونها وفيتاميناتها وكل صغيرة وكبيرة فيها! وطبيعي أننا لا نستطيع أن ننتج السكر من الماء وغاز ثاني أوكسيد الكاربون كما يفعل النبات

الصفحة 5