كتاب مصنف ابن أبي شيبة (اسم الجزء: 7)

33822 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: «شَهِدْتُ فَتْحَ تُسْتَرَ مَعَ الْأَشْعَرِيِّ» , قَالَ: «§فَلَمْ أُصَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ وَمَا سَرَّنِي بِتِلْكَ الصَّلَاةِ الدُّنْيَا جَمِيعًا»
33823 - حَدَّثَنَا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْزُوقُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو فَرْقَدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى §يَوْمَ فَتَحْنَا سُوقَ الْأَهْوَازِ , فَسَعَى رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , وَسَعَى رَجُلَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَلْفَهُ , قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ يَسْعَى وَيَسْعَيَانِ إِذْ قَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا: مِتْرَسُ , فَقَامَ الرَّجُلُ فَأَخَذَاهُ , فَجَاءَا بِهِ أَبَا مُوسَى وَأَبُو مُوسَى يَضْرِبُ أَعْنَاقَ الْأَسَارَى حَتَّى انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَى الرَّجُلِ , فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: إِنَّ هَذَا قَدْ جُعِلَ لَهُ الْأَمَانُ , قَالَ أَبُو مُوسَى: وَكَيْفَ جُعِلَ لَهُ الْأَمَانُ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَسْعَى ذَاهِبًا فِي الْأَرْضِ فَقُلْتُ لَهُ «مِتْرَسُ» فَقَامَ , فَقَالَ أَبُو مُوسَى: «وَمَا مِتْرَسُ؟» قَالَ: لَا تَخَفْ قَالَ: «هَذَا أَمَانٌ , خَلَّيَا سَبِيلَهُ» , قَالَ: فَخَلَّيَا سَبِيلَ الرَّجُلِ
33824 - حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُدَيْسٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ الْأَمِيرِ الْأُبُلَّةَ , فَظَفَرْنَا بِهَا، ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى الْأَهْوَازِ فَظَفَرْنَا بِهَا وَأَصَبْنَا سَبْيًا كَثِيرًا فَاقْتَسَمْنَاهُمْ , فَأَصَابَ الرَّجُلُ الرَّأْسَ وَالِاثْنَيْنِ , فَوَقَعْنَا عَلَى النِّسَاءِ , فَكَتَبَ أَمِيرُنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالَّذِي كَانَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «إِنَّهُ §لَا طَاقَةَ لَكُمْ بِعِمَارَةِ الْأَرْضِ , خَلُّوا مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ السَّبْيِ , وَلَا تُمَلِّكُوا أَحَدًا مِنْهُمْ , وَاجْعَلُوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْخَرَاجِ قَدْرَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ الْأَرْضِ» فَتَرَكْنَا مَا فِي أَيْدِينَا مِنَ السَّبْيِ، فَكَمْ مِنْ وَلَدٍ لَنَا غَلَبَهُ الْهِمَاسُ , وَكَانَ فِيمَنْ أَصَبْنَا أُنَاسٌ مِنَ الزُّطِّ يَتَشَبَّهُونَ بِالْعَرَبِ يُؤْثِرُونَ لِحَاهُمْ وَيَأْتَزِرُونَ وَيَحْتَبُونَ فِي مَجَالِسِهِمْ , فَكَتَبَ فِيهِمْ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: «أَنْ أَدْنِهِمْ مِنْكَ , فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ فَأَلْحِقْهُ بِالْمُسْلِمِينَ» فَلَمَّا بَلَوْنَا النَّاسَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ بَأْسٌ , وَكَانَتِ الْأَسَاوِرَةُ , أَشَدَّ مِنْهُمْ بَأْسًا , فَكَتَبَ فِيهِمْ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: «أَنْ أَدْنِهِمْ مِنْكَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأَلْحِقْهُ بِالْمُسْلِمِينَ»
33825 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: أَغَرْنَا عَلَى مَنَاذِرَ , وَأَصَبْنَا مِنْهُمْ , وَكَأَنَّهُ كَانَ لَهُمْ عَهْدٌ , فَكَتَبَ عُمَرُ: «§رُدُّوا مَا أَصَبْتُمْ مِنْهُمْ» , قَالَ: فَرَدُّوا حَتَّى رَدُّوا النِّسَاءَ الْحُبَالَى
33826 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي -[6]- زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو، عَنْ جَرِيرٍ: أَنَّ رَجُلًا، كَانَ ذَا صَوْتٍ وَنِكَايَةٍ عَلَى الْعَدُوِّ مَعَ أَبِي مُوسَى , فَغَنِمُوا مَغْنَمًا فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى نَصِيبَهُ وَلَمْ يُوفِهِ , فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ إِلَّا جَمْعًا , فَضَرَبَهُ عِشْرِينَ سَوْطًا وَحَلَّقَهُ , فَجَمَعَ شَعْرَهُ فَذَهَبَ إِلَى عُمَرَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ جَرِيرٌ: وَأَنَا أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ , فَأَخْرَجَ شَعْرَهُ مِنْ ضَبِبِهِ؟ فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَ عُمَرَ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَاهُ , فَقَالَ عُمَرُ: «صَدَقَ لَوْلَا النَّارُ» , فَقَالَ: مَالِكٌ؟ فَقَالَ: كُنْتُ رَجُلًا ذَا صَوْتٍ وَنِكَايَةٍ عَلَى الْعَدُوِّ , فَغَنِمْنَا مَغْنَمًا , وَأَخْبَرَهُ بِالْأَمْرِ , وَقَالَ: حَلَقَ رَأْسِي وَجَلَدَنِي عِشْرِينَ سَوْطًا يَرَى أَنَّهُ لَا يَقْتَصُّ مِنْهُ , فَقَالَ عُمَرُ: «لَأَنْ يَكُونَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى مِثْلِ صَرَامَةِ هَذَا أَحَبُّ مِنْ جَمِيعِ مَا أَتَى عَلَيَّ» , قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: «§سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا , وَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ لَمَّا جَلَسْتَ فِي مَلَأٍ مِنْهُمْ فَأَقْتَصُّ مِنْكَ , وَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ فِي خَلَاءٍ فَاقْعُدْ لَهُ فِي خَلَاءٍ فَيُقْتَصُّ مِنْكَ» , فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: اعْفُ عَنْهُ , فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَدَعُهُ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ , فَلَمَّا رُفِعَ إِلَيْهِ الْكِتَابُ قَعَدَ لِلْقِصَاصِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ , وَقَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى بَعْضَ سَهْمِهِ , وَقَدْ قَالَ أَيْضًا جَرِيرٌ: وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ , قَالَ: وَقَالَ أَيْضًا: قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ لِلَّهِ

الصفحة 5