كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 7)

يعرف قبل ذَلِك بِجَامِع الأسيوطي. وخطب بِهِ وَصلى شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين البُلْقِينِيّ وَفِيه نُودي أَن لَا يتحدث فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة إِلَّا الْقُضَاة وَلَا يشكو أحد غَرِيمه على دين لأحد من الْحجاب. وَسبب ذَلِك أَن القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحْمَن التفهني الْحَنَفِيّ رفع على رجل فِي مَجْلِسه من أجل دين لزمَه فاحتمى بِبَيْت الْأَمِير ألطنبغا المرقبي - حَاجِب الْحجاب - وَامْتنع عَن الْحُضُور إِلَى بَيت القَاضِي. وَضرب الْحَاجِب رَسُوله ضربا مبرحاً. فَلَمَّا أعلم القَاضِي بِهَذَا السُّلْطَان أنكر على المرقبي. ووبخه على مَا فعل ونادى. مِمَّا تقدم ذكره فسعى الْأُمَرَاء فِي نقض ذَلِك حَتَّى نُودي فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رابعه - بعد يَوْمَيْنِ - بِعُود الحكم إِلَى الْحجاب وَضرب من جهر بالنداء. وَفِي سادسه: نزل السُّلْطَان إِلَى بَيت كَاتب السِّرّ على النّيل وَأقَام بِهِ. وَفِي سابعه: أَخذ قاع النّيل فَكَانَ ثَلَاثَة أَذْرع سَوَاء وَنُودِيَ عَلَيْهِ من الْغَد. وَفِي يَوْم السبت تاسعه: ركب السُّلْطَان إِلَى الميدان وَعمل بِهِ الْخدمَة وَصعد إِلَى القلعة. وَفِي حادي عشره: ضرب الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن الطبلاوي وَالِي الْقَاهِرَة بالمقارع بَين يَدي السُّلْطَان. وَنزل وَهُوَ عاري الْبدن على حمَار إِلَى بَيت شاد الدَّوَاوِين ليستخلص مِنْهُ مَالا. وخلع على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَمِير أخور وَاسْتقر وَالِي الْقَاهِرَة ومصر وقليوب. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشره: حمل الْمقَام الصارمي إِبْرَاهِيم ابْن السُّلْطَان على الأكتاف من الحجازية إِلَى القلعة لعَجزه عَن ركُوب المحفة فَمَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشره. وَدفن من الْغَد بَاب مَعَ المؤيدي. وَشهد السُّلْطَان دَفنه مَعَ عدم نهضته للْقِيَام وَإِنَّمَا يحمل على الأكتاف حَتَّى يركب ثمَّ يحمل حَتَّى ينزل وَأقَام السُّلْطَان بالجامع إِلَى أَن صلى الْجُمُعَة فصلى بِهِ ابْن الْبَارِزِيّ وخطب خطة بليغة. ثمَّ عَاد إِلَى القلعة. وَأقَام الْقُرَّاء يقرأون الْقُرْآن على قَبره سبع لَيَال.

الصفحة 12