كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 7)

تبرأ من أسماء الشياطين كلها ... ألا كل ما يدعى مع الله باطل
وجاء أبو الدرداء فأخبرته امرأته بما صنع عبد الله بن رواحة ففكر في نفسه فقال: لو كان عند هذا خير لدفع عن نفسه. فانطلق حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ومعه عبد الله بن رواحة فأسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ حَثِيمَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ:
كُنْتُ تَاجِرًا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ زَاوَلْتُ التِّجَارَةَ وَالْعِبَادَةَ فَلَمْ تَجْتَمِعَا فَأَخَذْتُ الْعِبَادَةَ وَتَرَكْتُ التِّجَارَةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: [وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ شَهِدَ أُحُدًا. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَظَرَ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ وَالنَّاسُ مُنْهَزِمُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ فَقَالَ: نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غَيْرَ أُفَّةٍ. يَعْنِي غَيْرَ ثَقِيلٍ.] وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَأَهْلِ النِّيَّةِ مِنْهُمْ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَادِيثَ كَثِيرَةً. وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا فَشِبْهُهُ فَشَكْلُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى الشَّامِ فَنَزَلَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:
اسْتُعْمِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَلَى القضاء فأصبح يهنئونه. فقال: أتهنئوني بِالْقَضَاءِ وَقَدْ جُعِلْتُ عَلَى رَأْسِ مَهْوَاةٍ مَزَلَّتُهَا أَبْعَدُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْقَضَاءِ لأَخَذُوهُ بِالدُّوَلِ رَغْبَةً عَنْهُ وَكَرَاهِيَةً لَهُ. وَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الأَذَانِ لأَخَذُوهُ بِالدُّوَلِ رَغْبَةً فِيهِ وَحِرْصًا عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ.
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: أُحِبُّ الْفَقْرَ تَوَاضُعًا لِرَبِّي وَأُحِبُّ الْمَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى رَبِّي وَأُحِبُّ الْمَرَضَ تكفيرا لخطيئتي.

الصفحة 275