كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 7)

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: طَافَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِالْبَيْتِ بعد ما عَمِيَ.
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو مَعَ أَبِيهِ مُعْتَزِلا لأَمْرِ عُثْمَانَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَلَمَّا خَرَجَ أَبُوهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ خَرَجَ مَعَهُ فَشَهِدَ صِفِّينَ. ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا لِي وَلِصِفِّينَ.
مَا لِي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ! وَخَرَجَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى مِصْرَ. فَلَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مِصْرَ فَأَقَرَّهُ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ عَزَلَهُ. وَكَانَ يَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ وَيَأْتِي الشَّامَ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِصْرَ وَقَدْ كَانَ ابْتَنَى بِهَا دَارًا. فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ فَدُفِنَ فِي دَارِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. هَكَذَا رَوَى أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ عَنْ صفوان ابن عَمْرٍو عَنِ الأَشْيَاخِ فِي مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
4008- خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ غَانِمِ
بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْد بْن عويج بن عدي ابن كعب. أسلم قديمًا وصحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ثم خرج فنزل مصر. وكان قاضيًا بها لعمرو بْن العاص. فَلَمَّا كان صبيحة يومٍ وافى الخارجي ليضرب عمرو بن العاص.
ولم يخرج عمرو يومئذ وأمر خارجة أن يصلي بالناس. فتقدم الخارجي فضرب خارجة بالسيف وهو يظن أنه عمرو بن العاص فقتله. فأخذ فأدخل على عَمْرو. وقالوا: والله ما قتلت عمرًا. وإنما ضربت خارجة. فقال: أردت عمرًا وأراد الله خارجة. فذهبت مثلًا.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب أن عمر ابن الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنِ افْرِضْ لِكُلِّ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْعَطَاءِ. وَأَبْلِغْ ذَلِكَ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ. وَافْرِضْ لِخَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ فِي الشَّرَفِ لِشَجَاعَتِهِ. وَافْرِضْ لِعُثْمَانَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيِّ فِي الشَّرَفِ لِضِيَافَتِهِ.
4009- عبد الله بْنُ سَعْدِ
بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي. وكان قد أسلم قديمًا وكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي. ثم افتتن وخرج من المدينة إلى مكة مرتدًا فأهدر رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَمَهُ يوم الفتح. فجاء عثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأمن له فآمنه. وكان أخاه من الرضاعة. وقال: يا

الصفحة 344