كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 7)

وَفَاتِي قَتْلا فِي سَبِيلِكَ وَاخْدَعْنِي عَنْ نَفْسِي. قَالَ: فَخَرَجَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن سَمُرَةَ قَالَ: فَخَرَجَتْ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ سَرِيَّةٌ عَامَّتُهُمْ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. قَالَ: فَقَالَ إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ مَعَ هَذِهِ السَّرِيَّةِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو قتادة العدوي: ليس هاهنا أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَخِيكَ وَلَيْسَ فِي رَحْلِكَ أَحَدٌ. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لِشَيْءٍ لِي عَلَيْهِ عَزْمٌ. إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ.
فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ فَأَطَافَتِ السَّرِيَّةُ بِقَلْعَةٍ أَوْ بِقَصْرٍ فِيهِ الْعَدُوُّ لَيْلا. وَبَاتَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ تَوَسَّدَ تُرْسَهُ فَنَامَ وَأَصْبَحَ أَصْحَابُهُ يَنْظُرُونَ مِنْ أَيْنَ مُقَابَلَتُهَا مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَهَا.
وَنَسُوهُ نَائِمًا حَيْثُ كَانَ. قَالَ: فَبَصُرَ بِهِ الْعَدُوُّ فَأَنْزَلُوا إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَعْلاجٍ مِنْهُمْ فَأَتَوْهُ وَإِنَّهُ لَنَائِمٌ فَأَخَذُوا سَيْفَهُ فَذَبَحُوهُ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَبُو رِفَاعَةَ نسيناه حيث كنا. قال: فَرَجَعُوا إِلَيْهِ فَوَجَدُوا الأَعْلاجَ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْلُبُوهُ فَأَرْحَلُوهُمْ عَنْهُ فَاجْتَرُّوهُ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ: مَا شَعَرَ أَخُو بَنِي عَدِيٍّ بِالشَّهَادَةِ حَتَّى أَتَتْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ صِلَةُ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَرَى أبا رِفَاعَةَ قَدْ أُصِيبَ قَبْلَهُ عَلَى نَاقَةٍ سَرِيعَةٍ وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ ثُقَالٍ قَطُوفٍ فَأَنَا عَلَى أَثَرِهِ. قَالَ: فَيُعَوِّجُهَا عَلَيَّ حَتَّى أَقُولَ الآنَ أُسْمِعُهُ الصَّوْتَ. ثُمَّ يُسْرَجُهَا فَيَنْطَلِقُ وَأَتْبَعُهُ. قَالَ: فَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ أَنَّهُ طَرِيقُ أبي رِفَاعَةَ أَخَذَهُ وَأَنَا أَكُدُّ الْعَمَلَ بَعْدَهُ كَدًّا.
2928- نَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَمْرِو
بْنِ عِلاجٍ واسمه عمير بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف. وأم نافع سمية أم أبي بكرة وزياد وكان نافع ادعاه الحارث بن كلدة. وأقرنه فثبت نسبه منه. ونافع هو أبو عبد الله الذي كان أول من افتلى الخيل بالبصرة وسأل عمر بن الخطاب أن يقطعه قطيعة بالبصرة فكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يقطعه عشرة أجربة ليس فيها حق مسلم ولا معاهد ونزل البصرة.
وقد روى نافع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبَانَ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: [حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِي زُهَاءِ أربع مائة رَجُلٍ فَنَزَلَ بِنَا عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَكَأَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَى النَّاسِ وَرَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَزَلَ فَنَزَلُوا إِذْ أَقْبَلَتْ عَنَزَةٌ تَمْشِي حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُحَلاةُ الْقَرْنَيْنِ. قَالَ: فَحَلَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْوَى الْجُنْدَ وَرُوِيَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا نَافِعُ أملكها وما أراك أن تَمْلُكُهَا. قَالَ: فَلَمَّا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا أَرَاكَ تَمْلِكُهَا

الصفحة 49