كتاب التهذيب في فقه الإمام الشافعي (اسم الجزء: 7)

وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستفتح بصعاليك المهاجرين".
ويستحب أن يدعو عند لقاء العدو؛ لما رُوي عن عبد الله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب على المشركين، فقال: "اللهم، منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم، اهزم الأحزاب، اللهم، اهزمهم وزلزلهم".
وفي رواية: وانصرنا عليهم".
ورُوي عن أبي موسى؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خاف قوماً -[قال]: اللهم، إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، والله أعلم.
باب جامع السير
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ...} الآية [التوبة: 111].
ورُوي عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يُكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يتعب دماً اللون لون الدم، والريح ريح المسك".
الجهاد من فضائل الأعمال؛ قال الله تعالى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 95]، وروي عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض".
وعن أبي هريرة قال: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم - ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله؛ لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله".

الصفحة 465