كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 7)

وأظهر في خلافة أمير المؤمنين على جرجان وطبرستان، وقد أعيا ذلك سابور ذا الأكتاف، وكسرى بن قباد، وكسرى بن هرمز، وأعيا الفاروق عمر بن الخطاب، وذا النورين ومن بعدهما، حتى فتح الله سبحانه ذلك لأمير المؤمنين، كرامة من الله عز وجل له، وزيادة في نعمه عليه، وقد صار عندي من خمس ما أفاء الله عز وجل على المسلمين بعد أن صار إلى كل ذي حق حقه من الفيء والغنيمة سبعة [1] آلاف ألف، وأنا حامل ذلك إلى أمير المؤمنين إن شاء الله.
وفي هذه السنة كثرت الزلازل ودامت ستة أشهر. وفتح حصن المرأة مما يلي ملطية.
وفيها: حج بالناس [2] عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وهو يومئذ أمير على مكة. وكان عمال الأمصار هم الذين كانوا في السنة التي قبلها، غير أن عامل ابن المهلب على البصرة كان سفيان بن عبد الله الكندي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
542- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، ويكنى أبا عبد الله، وهو حليف بني زهرة بن كلاب: [3]
روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي طلحة، وسهل بن حنيف، وزيد بن خالد، وأبي سعيد الخدريّ، وعائشة.
وكان ثقة فقيها، وهو أحد الفقهاء السبعة ومن أكابرهم، وهو مع ذلك شاعر فصيح. وجده عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود لأبويه، قديم الإسلام ولم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، ومات في خلافة عمر. وأما ابنه عبد الله فإنه نزل الكوفة ومات بها في خلافة عبد الملك. ومات عبيد الله بالمدينة في سنة ثمان وتسعين. وقيل: في سنة تسع. وكان الزهري يسميه بحرا.
__________
[1] كذا في الأصول، وفي الطبري: «ستة ألف ألف» .
[2] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .
[3] الأغاني 9/ 162، تذكرة الحفاظ 1/ 74، الوفيات 1/ 271، وتهذيب التهذيب 7/ 23، وصفة الصفوة 2/ 57، وحلية الأولياء 2/ 188.

الصفحة 29