كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 7)

وقال: سرك من دمك فانظر من تملكه.
وقال: من صنع مثل ما صنع إليه فقد كافى، ومن أضعف فقد شكر، ومن علم أنه إنما صنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم، ولا تلتمس من غيرك شكر [1] ما أتيته إلى نفسك، ووقيت به عرضك، واعلم أن طالب الحاجة إليك لم يكرم وجهه عن قصدك [2] فأكرم وجهك عن رده.
أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن صرما، قال: أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا الخزاعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد العنبري، قال: سمعت الفضل بن الحارث، يقول: سمعت محمد بن سلام الجمحي يقول:
قيل للمنصور: هل بقي من ذات الدنيا شيء لم تنله؟ قال: بقيت خصلة، أن أقعد في مصطبة وحولي أصحاب الحديث، فيقول المستملي: من ذكرت رحمك الله؟
قال: فغدا عليه الندماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر، فقال: لستم هم، إنما هم الدنسة ثيابهم، المشققة أرجلهم، الطويلة شعورهم، برد الآفاق ونقلة الحديث.
وفي هذه السنة: حج بالناس أبو جعفر، وكان على الكوفة عيسى بن موسى، وعلى قضائها ابن أبي ليلى، وعلى البصرة وعملها سليمان بن علي، وعلى قضائها عباد بن منصور، وعلى مكة العباس بن عبد الله بن معبد، وعلى مصر صالح بن علي.
ورخصت الأسعار.
فأَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن ثابت، قال:
أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه [3] ، قال: أخبرنا جعفر الخلدي، قال: أخبرنا الفضل بن مخلد، قال: سمعت داود بن صغير يقول:
رأيت زمن أبي جعفر كبشا بدرهم، وحملا بأربع دوانيق، والتمر ستين رطلا بدرهم، والزيت ستة عشر رطلا بدرهم، والسمن ثمان أرطال بدرهم.
__________
[1] في الأصل: «شرك» وما أوردناه من ت.
[2] في ت: «وجه عن وجهك» .
[3] في الأصل: «رزقونة» . خطأ. والتصحيح من ت.

الصفحة 348