كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 7)

أخبرنا علي بن أبي عمر بإسناد له عن [1] قبيصة، قال: سمعت سفيان الثوري يقول:
الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز [رضي الله عنهم] .
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا المبارك بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ الْمَرْزُبَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ [2] :
لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَفَدَ الشُّعَرَاءُ إِلَيْهِ [3] ، فَأَقَامُوا بِبَابِهِ أَيَّامًا لا يُؤْذَنُ لَهُمْ. فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ وَقَدْ أَزْمَعُوا عَلَى الرَّحِيلِ إِذْ مَرَّ بِهِمْ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ- وَكَانَ مِنْ خُطَبَاءِ أَهْلِ الشَّامِ- فَلَمَّا رَآهُ جَرِيرٌ دَاخِلا عَلَى عمر أنشأ يقول:
يا أيها الرَّجُلُ الْمُرْخِي عِمَامَتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ فَاسْتَأْذِنْ لَنَا عُمَرَا
قَالَ: فَدَخَلَ وَلَمْ يَذكر مِنْ أَمْرِهِمْ شَيْئًا، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ، فقال له جرير [4] :
يا أيّها الرَّجُلُ الْمُرْخِي مَطِيَّتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ إِنِّي قَدْ مَضَى زَمَنِي [5]
أَبْلِغْ خَلِيفَتَنَا إِنْ كُنْتَ لاقِيَهُ ... أَنِّي لَدَى الْبَابِ كَالْمَصْفُودِ فِي قَرَنِ
لا تنس حاجتنا لقّيت مَغْفِرَةً ... قَدْ طَالَ مُكْثِي عَنْ أَهْلِي وَعَنْ وَطَنِي
قَالَ: فَدَخَلَ عَدِيٌّ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الشُّعَرَاءُ بِبَابِكَ وَسِهَامُهُمْ مَسْمُومَةٌ وأقوالهم نافذة، قال: ويحك يا عدي، ما لي وَلِلشُّعَرَاءِ، قَالَ: أَعَزَّ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتدح وأعطى، ولك فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ، قَالَ:
كَيْفَ؟ قَالَ: امْتَدَحَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ فَأَعْطَاهُ حُلَّةً قَطَعَ بِهَا لِسَانَهُ، قال:
__________
[1] في ت: «بإسناده» .
[2] الخبر في البداية والنهاية 9/ 295.
[3] في ت: «وفد الشعراء عليه» .
[4] ديوانه 588.
[5] في الأصل: «المزجي مطيته» وفي ت: «المزحي» وفي الديوان: «المرخي عمامته» .

الصفحة 35