كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 7)

وُلِّيتَ فَلَمْ تَشْتُمْ عَلِيًّا وَلَمْ تُخِفْ ... بَرِيا وَلَمْ تَقْبَلْ إِشَارَةَ مُجْرِمٍ [1]
وَصَدَّقْتَ بِالْفِعْلِ الْمَقَالِ مَعَ الَّذِي ... أَتَيْتَ فَأَمْسَى رَاضِيًا كُلُّ مُسْلِمٍ [2]
وَقَدْ لَبِسْت لُبْسَ الْهَلُوكِ [3] ثِيَابَهَا ... تَرَاءَى لَكَ الدُّنْيَا بِوَجْهٍ وَمِعْصَمٍ [4]
وَتُومِضُ أَحْيَانًا بِعَيْنٍ مَرِيضَةٍ ... وَتَبْسِمُ عَنْ مِثْلِ الْجُمَانِ الْمُنَظَّمِ [5]
فَأَعْرَضْتَ عَنْهَا مُشْمَئِزًّا كَأَنَّمَا ... سَقَتْكَ مَذُوقًا مِنْ سِمَامٍ وَعَلْقَمِ
وَقَدْ كُنْتُ مِنْ أَجْبَالِهَا فِي مُمَنَّعٍ ... وَمِنْ بَحْرِهَا فِي مُزبدِ الْمَوْجِ مُفْعَمِ [6]
فَلَمَّا أَتَاكَ الْمُلْكُ عَفْوًا [7] وَلَمْ يَكُنْ ... لِطَالِبِ دُنْيَا بَعْدَهُ [8] مِنْ تَكَلُّمِ
تَرَكْتَ الَّذِي يَفْنَى وَإِنْ كَانَ مُونقًا ... وَآثَرْتَ مَا يَبْقَى بِرَأْيٍ مُصَمِّمِ [9]
سَمَا لَكَ هَمٌّ فِي الْفُؤَادِ مُؤَرِّقٌ ... بَلَغْتَ بِهِ أَعْلَى الْبِنَاءِ الْمُقَدَّمِ [10]
فَمَا بَيْنَ شَرْقِ الأَرْضِ وَالْغَرْبِ كُلِّهَا ... مُنَادٍ يُنَادِي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمٍ
يَقُولُ: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَلَمْتَنِي ... بِأَخْذٍ لِدِينَارٍ وَلا أَخْذِ دِرْهَمِ
وَلا بَسْطِ كَفٍّ بِامْرِئٍ غَيْرِ مُجْرِمٍ ... وَلا السَّفْكِ مِنْهُ ظَالِمًا مِلْءَ مِحْجَمِ [11]
__________
[1] في الأغاني: «ولم تتبع مقالة مجرم» .
[2] في الأغاني:
وقلت فصدقت الّذي قلت بالذي ... فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
[3] في الأصلين: «الملوك» وما أوردناه من الأغاني.
والهلوك من النساء: الفاجرة المتساقطة على الرجال.
[4] في الأغاني: «وأبدت لك الدنيا بكف ومعصم» .
[5] في الأصل: «الجمان المعظم» . وما أوردناه من ت والأغاني.
[6] البيت الّذي بعده في الأغاني.
وما زلت سباقا إلى كل غاية ... صعدت بها أعلى البناء المقدم
[7] في الأصل: «عصوا» . وفي ت: «عضا» . وما أوردناه من الأغاني.
[8] في الأصلين: «بعدها» . وما أوردناه من الأغاني.
[9] البيت الّذي بعده في الأغاني.
فأضررت بالفاني وشمرت للذي ... أمامك في يوم من الهول مظلم
وما لك أن الخليفة مانع ... سوى الله من مال رغيب ولا دم
[10] الشطر الثاني في الأغاني: «صعدت به أعلى المعالي «بسلّم» .
[11] في الأصل: «ولا السفك منه طالما بك محجم» . والتصحيح من الأغاني.

الصفحة 40