كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 7)

وفيها حمل يزيد بن المهلب من العراق إلى عمر بن عبد العزيز.
وسبب ذلك أن يزيدا نزل واسطا، ثم ركب السفن يريد البصرة، فبعث عمر عدي بن أرطأة إلى البصرة فأوثقه ثم بعث به إلى عمر، فدعا به عمر- وقد كان عمر يبغضه ويبغض بنيه ويقول: جبابرة، وكان يزيد يبغض عمر- فلما وصل إلى عمر سأله عن الأموال التي كتب بها إلى سليمان، قال: إنما كتبت إليه لأسمع الناس، ولم يكن سليمان ليأخذني بشيء سمعت به، فقال له: ما أجد في أمرك إلا حبسك، فاتق الله وأد ما قبلك فإنها حقوق المسلمين لا يسعني تركها فحبسه إلى أن مرض عمر.
وفي هذه السنة عزل عمر الجراح عن خراسان وولاها عبد الرحمن بن نعيم القشيري [1] .
وكانت ولاية الجراح خراسان سنة وخمسة أشهر.
وفي هذه السنة وجه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس إلى العراق وإلى خراسان من يدعو إليه وإلى أهل بيته فاستجاب له جماعة. وكتب لهم محمد بن علي كتابا ليكون لهم مثالا وسيرة يسيرون بها، وكان يقول لرجال أهل الدعوة حين أراد توجيههم [2] : أما الكوفة وسوادها فهناك شيعة علي وولده، وأما البصرة وسوادها فعثمانية ترى الكف، تقول: كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل، وأما الجزيرة فحرورية، وأما الرقة فمسلمون أحلاف النصارى [3] ، وأما أهل الشام فلا يعرفون إلا طاعة بني مروان، وأما أهل مكة والمدينة فقد غلب عليها [4] أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بخراسان فإن هناك الصدور السليمة والقلوب الفارغة [5] التي [لم] [6] تتقسمها الأهواء ولم تتوزعها النحل.
__________
[1] في الأصل: «القسري» . وما أوردناه من الطبري.
[2] في الأصل: «لرجال الدعوة حين أرادوا توجيههم» . وفي ت: «أراد أن يوجههم» .
[3] في الأصل: «فحرورية ومارقة وأعراب ومسلمون في أخلاق النصارى» . وما أوردناه من ت، والطبري.
[4] «عليها» : سقطت من ت.
[5] في ت: «والقلوب الفارعة» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

الصفحة 56