كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 10 @
وكان أبو جعفر ممن لا يأخذه في الله لومة لائم ولا يعدل في علمه وتبيانه عن حق يلزمه لربه وللمسلمين إلى باطل لرغبة ولا رهبة مع عظيم ما كان يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد وأما أهل الدين والورع فغير منكرين علمه وفضله وزهده وتركه الدنيا مع اقبالها عليه وقناعته بما كان يرد عليه من قرية خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة ومناقبه كثيرة لا يحتمل ههنا أكثر من هذا
$ ذكر عدة حوادث $
فيها أطلق المقتدر يوسف بن أبي الساج من الحبس بشفاعة مؤنس الخادم وحمل اليه
ودخل إلى المقتدر وخلع عليه ثم عقد له على الري وقزوين وأبهر وزنجان وأذربيجان وقرر عليه خمسمائة ألف دينار محمولة كل سنة إلى بيت المال سوى أرزاق العساكر الذين بهذه البلاد
وخلع في هذا اليوم على وصيف البكتمري وعلى طاهر ويعقوب ابني محمد بن عمرو بن الليث
وتجهز يوسف وضم إليه المقتدر بالله العساكر مع وصيف البكتمري وسار عن بغداد في جمادى الآخرة إلى أذربيجان وأمر أن يجعل طريقه على الموصل وينظر في أمر ديار ربيعة فقدم إلى الموصل ونظر في الأعمال وسار إلى أذربيجان فرآى غلامه سبكا قد مات
وفيها قلد نازوك الشرطة ببغداد
وفيها وصلت هدية إلى أبي زنبور الحسين بن أبي أحمد الماذرائي من مصر وفيها بغلة معها فلو يتبعها ويرضع منها وغلام طويل اللسان يلحق لسانه أرنبة أنفه
وفيها قبض المقتدر على أم موسى القهرمانة
وكان سبب ذلك أنها زوجت أختها من أبي العباس أحمد بن محمد بن إسحاق ابن المتوكل على الله وكان محسنا له نعمة ظاهرة ومروءة حسنة وكان يرشح للخلافة
فلما صاهرته أكثرت من النثار والدعوات وخسرت أموالا جليلة فتكلم أعداؤها وسعوا بها إلى المقتدر وقالوا إنها قد سعت لأبي العباس في الخلافة وخلفت له القواد وكثر
الصفحة 10
520