كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 7)
@ 13 @
وكان المحسن مطلقا وكان يواصل السعاية بهؤلاء الجماعة وذكر ابن الفرات للمقتدر ما كان يأخذه ابن الحواري كل سنة من المال فاستكثره فقبض على علي بن عيسى في ربيع الآخر وسلم إلى زيدان القهرمانة فحبسته في الحجرة التي كان ابن الفرات محبوسا فيها
أطلق ابن الفرات وخلع عليه وتولى الوزارة وخلع على ابنه المحسن وهذه الوزارة الثالثة لابن الفرات
وكان أبو علي بن مقلة سعى بابن الفرات وكان يتقلد بعض الأعمال ايام حامد فحضر عند ابن الفرات وكان ابن الفرات هو الذي قدم ابن مقلة ورباه واحسن اليه ولما قيل عنه إنه سعى به ولم يصدق ذلك منه تكرر ذلك منه ثم أن حامدا صعد من واسط فسير اليه ابن الفرات من يقبض عليه في الطريق وعلى أصحابه فقبض على بعض أصحابه وسمع حامد فهرب واختفى ببغداد ثم إن حامدا لبس زي راهب وخرج من مكانه الذي اختفى فيه ومشى إلى نصر الحاجب فاستأذن عليه فأذن له فدخل عليه وسأله ايصال حاله إلى الخليفة فاستدعى نصر مفلحا الخادم وقال هذا يستأذن إلى الخليفة إذا كان عند حرمه فلما حضر مفلح فرأى حامدا قال : أهلا بمولانا الوزير أين مماليكك السوادن الذين سميت كل واحد منهم مفلحا فسأله نصر أن لا يؤاخذه وقال له حامد يسأل ان يكون محبسه في دار الخليفة ولا يسلم إلى ابن الفرات فدخل مفلح وقال ضد ما قيل له فأمر المقتدر بتسليمه إلى ابن الفرات فأرسل اليه فحبسه في دار حسنة وأجرى عليه من الطعام والكسوة والطيب وغير ذلك ما كان له وهو وزير ثم أحضره وأحضر الفقهاء والعمال وناظره على ما وصل اليه من المال وطالبه به فاقر بجهات تقارب الف الف دينار وضمنه المحسن بن ابي الحسن بن الفرات من المقتدر بخمسمائة ألف دينار فسلمه اليه فعذبه بأنواع العذاب وأنفذه إلى واسط مع بعض أصحابه ليبيع ماله بواسط وأمرهم بأن يسقوه سما فسقوه سما في بيض مشوي وكان طلبه فأصابه إسهال فلما وصل إلى واسط أفراط القيام به وكان قد تسلمه محمد بن علي البزوفري فلما رأى حاله أحضر القاضي والشهود ليشهدوا عليه أن ليس له في أمره صنع
فلما حضروا عند حامد قال لهم إن أصحاب المحسن سقوني
الصفحة 13
520